بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 ديسمبر 2016

خاتم الزواج ...وخطوبة سغفريد



رسم يظهر خاتماً في بنصر العريس الأيسر
جرت العادة على أن يضع المتزوجون خاتماً من البلاتين أو الذهب أو الفضة، في إصبع البنصر في اليد اليسرى مشيراً بذلك إلى وضعهم الاجتماعي. وهي عادة تشمل العالم بأسره تقريباً اليوم. ساد اعتقاد في بعض المناطق أن أصل ذلك هو أوروبا الحديثة، ولكن الأصل في الواقع يعود إلى مصر الفرعونية، ومنها انتشر في مختلف أرجاء العالم القديم.

وقد عثر على خواتم في مصر القديمة تعود إلى قرابة الألف الثالث قبل الميلاد (فترة الأسرة الثالثة، 2800 قبل الميلاد) مصنوعة من القنب المجدول أو القصب المجدول كان يجري تبادلها بين الزوجين. وقد كان المصريون يرون في الدائرة رمزاً للخلود، وبذلك فإن دائرية الخاتم تعني حباً خالداً. أما وضع الخاتم في بنصر اليد اليسرى فذلك لاعتقاد المصريين بأن شرياناً يمتد من هذا الإصبع إلى القلب، سميّ بشريان الحب. استعمل الإغريق والرومان الخاتم أيضاً في تقليدهم للمصريين ولكن بإعطائه معنى الإخلاص. كانت المرأة الرومانية تضع الخاتم في إصبعها أثناء وجودها خارج المنزل. وأصبح هذا الخاتم جزءاً من المهر في أوروبا لاحقاً.
خاتماً بيزنطياً يظهر السيد المسيح يبارك العروس والعريس

تغير الإصبع واليد الذي يوضع فيه هذا الخاتم، إذا انتقل إلى اليد اليمنى في بعض البلدان بدلاً من اليسرى كما هو الحال في إسبانيا واليونان وهنغاريا وبولونيا وروسيا. وفي هولندا يضعه الكاثوليكيون في اليد اليسرى في حين أن البروتستانتيين يضعونه في اليد اليمنى.

بقي أن نقول إن الخاتم احتل مكانة هامة في أسطورة سغفريد البطولية، وهي أسطورة من نسج أهل شمال أوروبا، تعود إلى القرن الثالث عشر. حيث قدم سغفريد خاتماً لبرينهيلدر التي أحبها عربوناً عن حبه، وتواعدا على الزواج حال انتهاء معاركه، ولكن حبيبته كانت تعرف أن من ذهب لن يعود وتنبأت بزواجه من أميرة أخرى وهذا ما حدث فعلاً. وفي هذه الأسطورة يتم التحدث لأول مرة عن خاتم ذهبي. ومن وحي هذه الأسطورة وهذا الخاتم، لحّن الألماني فاغنر أوبرا خاتم نيبلونغن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق