بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 ديسمبر 2016

العنف الأسري ... إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان



أو العنف المنزلي، وهو عنف يمارسه أحد الطرفين على الآخر، وإن كان في معظمه عنف الرجل تجاه المرأة. وهذا العنف يأخذ أشكالاً مختلفة تمتد من العنف الفيزيائي إلى النفسي إلى العنف الجنسي، والتهديد أو ممارسة التقييد، وبعض هذه الأشكال قد تقود إلى القتل. ومعظم هذا العنف يمكن أن يسجل على أنه عنف آني يتعلق بحدث أو حالة، أي أنه ذو طابع مؤقت. ولكن بعضه قد يكون منتظماً يأخذ شكل الإرهاب الزوجي مثل الحجز في البيت أو تحطيم الممتلكات والتبعية الإجبارية. وبعض العنف قد يمتد إلى الأولاد أيضاً، هذا طبعاً غير الآثار التي تقع على الأطفال دون أن يكون العنف موجهاً ضدهم مباشرة.

لا توجد إحصائيات موثوقة تمكّن من معرفة تكرار وتوزع هذا العنف وأنواعه، وما يتوفر من معلومات فهو محصور في الحالات التي جرى الإبلاغ عنها إثر شكاية تقدم بها أحد الطرفين. 

 قامت منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسة على العنف الذي تتعرض له الزوجات (نشرت عام 2016) وذلك عن طريق مقابلات (نحو 24 ألف مقابلة) في عشر دول مختلفة. كشفت هذه المقابلات عن أن العنف الزوجي يقع على الزوجات بمعدل يتراوح بين 70% و 15% وذلك بحسب نساء الدولة التي جرى مقابلتها وذلك خلال الإثنى عشر شهراً التي سبقت المقابلة. ففي أثيوبيا وصلت هذه النسبة إلى 71%. أما في البرازيل فبلغت النسبة 37% من النساء تعرضن إلى عنف فيزيائي أو جنسي أو كليهما، أما في البيرو فقد وصلت النسبة إلى 69% للعنف الجسدي و 34% للعنف الجنسي في الأوساط الريفية، ولكنها انخفضت في المدينة إلى 51% و 19% على التوالي. أما في اليابان فكانت هذه النسبة 15% في الأوساط الحضرية لنوعي العنف الجسدي والجنسي، أما في بنغلادش فقد بلغ الى 54% و 30% في الأوساط الحضرية وأكثر من ذلك بقليل في الأوساط الريفية. 

وفي دراسة أخرى جرت في الولايات المتحدة عام 2012 أظهرت أن ثلث الأمريكيات يتعرضن خلال حياتها إلى عنف جسدي أو جسدي أو نفسي، وأن 28.5% من الرجال يتعرضون خلال حياتهم للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي. أما في سويسرا، فتفيد إحصائيات الشرطة السويسرية بين العامين 2009 و 2011 بأن 55% من حالات القتل تسجل في المنازل، وأن النساء الأجنبيات القاطنات في سويسرا يتعرضن للعنف بأكثر من أربع مرات من السويسريات اللاتي تعرضن للعنف بأكثر من ثلاث مرات من الرجال. أما في فرنسا فقد قتل 25 رجلاً و 162 امرأة في عام 2004 من الطرف الآخر.

بقي أن نقول إن العيش معاً ليس بالأمر السهل دائماً ويحتاج إلى الكثير من التفاهم والتفهم، وأن العنف ليس بطريق لحل أي مسألة كانت، فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق