بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 مايو 2018

الأحجار الكبيرة... النصب الأولى


في بريطانيا (ويلتشاير)
هي حجارة ضخمة يزن بعضها عشرات الأطنان نصبت على نحو عمودي، يصل ارتفاع بعضها نحو عشرين متراً. البعض الآخر أفقي يستند على حجرين عموديين. تتشكل فيما بينها أحياناً على شكل دوائر، وأحياناً أخرى على شكل متتالية شبه مستقيمة، وأخرى في بنية تشبه النفق، الذي قد يطول أو يقتصر على حجرين عموديين وآخر أفقي يعتليهما. وأنماط أخرى تشابه مما نعرفه اليوم من أنماط البناء أو لا.
في إيرلندا
في اليابان


وهذه الحجارة الضخمة ترصف بقرب بعضها بلا ملاط. فهي بنيت قبل أن يعرف الملاط. ولا نعرف السبب الكامن وراء بنائها. فهي بنيت قبل الكتابة، واستمرت بعد ذلك، دونما سبب واضح لبنائها. كانت المسلات المصرية نصباً يدوّن على جوانبها أحداث فترة رفعها. لكن تلك الصخور الكبيرة التي بدأ نقلها أو نصبها منذ مطلع العصر الحجري الجديد (نيوليتك، منذ نحو ستة آلاف سنة قبل المسيح)، والمنتشرة في معظم بقاع الأرض، بمختلف قاراتها، مما يزيد من صعوبة تحديد سبب إقامتها. فهذا التوزع بين ثقافات مختلفة لا يتيح إمكانية عزي بنائها إلى شيء مشترك بين كل هذه الثقافات، اللهم إلا الإشارة إلى المقابر، ولكن لم يعثر بقربها على بقايا إنسانية أو هياكل عظمية تشير إلى أنها كانت مقابر، ولكن الأهرامات ما هي إلا مقابر للملوك بنيت من حجارة ضخمة. قيل بأن بعضها لتحديد ميل الشمس عن المستقيم الذي يتوسطها للاستفادة من ذلك في تحديد الفصل من السنة، ولكن هذا لا يحتاج إلى مثل تلك البنى!
في فرنسا


آلية نقل الأحجار
وفي كل الأحوال فهناك أمر آخر يدعو للاستغراب، وهو كيفية تقل هذه الحجارة بأطنانها العديدة؟ هذا إن سلمّنا بوجودها طبيعياً بدون حاجة لاقتلاعها من أرض أو كتلة صخرية هي أصلها. نظريات كثيرة ظهرت في هذا المجال. طبعاً شدها بحبال من الليف، ولكن علينا تخيل العدد الكبير من الرجال اللازم لذلك. طبعاً لا يمكن تصور استخدام الأحصنة هنا أو الثيران لصعوبة ضبط حركتها عندما يزيد عددها عن حد معين. البعض الآخر قال بزلقها على نوع من الجليد، ولكن هذا غير متوفر في الكثير من المناطق التي وجدت فيها مثل هذه البنى، تونس مثلاً. وقال آخرون بزحلقة هذه الحجارة الضخمة على كرات صلدة توضع تحت هذه الحجارة، ولكن هذا غير ممكن في حالة الحجارة الضخمة، أو رفع تلك التي تنصب عمودياً. إلا أن مهندساً فرنسياً طرح فكرة وضع ما يشبه السكك الخشبية وزحلقة هذه الحجارة على جذوع أشجار يمكن تدويرها باستخدام عتلات كما تظهر الصورة، وهنا قد لا يحتاج الأمر إلا لبضعة عشرات من الرجال. وجرب هذا المهندس اقتراحه على حجر يون 32 طناً...
نقل حجر ضخم في أندونيسيا عام 1915


حصن سليمان في سورية




ولا نزال نكتشف، أو نسعى لفهم، ما قام به الأولون دون أن ننجح دائماً، فعدم وجود أثر مكتوب يفتح الأبواب للكثير من التخمين والتأويل... بعض جدران معابد الأنكا في أمريكا الوسطى تثير الدهشة في طريقة بنائها وترابطها بحيث تقاوم هزات أرضية قوية. وحجارة أخرى في سورية فيما أطلق عليه "حصن سليمان"، تضم جدرانه أحجاراً هائلة مرصوفة بدقة كبيرة دون أن يكون كبيرها في أسفل الجدار، يقدر وزن بعضها بنحو ستين طناً!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق