بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

كندا، هذا العالم الرحب



كندا هي الدولة الأكثر شمالاً في أمريكا الشمالية. تقع بين المحيطين، الأطلسي من الشرق والباسيفيكي (الهادئ) من الغرب. أما من الجنوب فتحدها أمريكا بحدود برية هي الأطول في العالم. ومن الشمال المحيط المتجمد. تبلغ مساحتها حوالى 10 ملايين كيلومتراً مربعاً لتكون بذلك الدولة الأكبر مساحة في العالم بعد روسيا الاتحادية. ومساحتها هذه تعادل ما يقارب عشر مرات مساحة مصر، أو مساحة أوروبا بكاملها. أما عدد سكانها فهو بحدود 35 مليون نسمة، مما يجعلها من أقل البلدان كثافة سكانية بمقدار 3.5 شخص في كل كيلومتر مربع.
تبدو كندا عند النظر إليها من الطائرة خالية من القرى والمدن في معظمها، تكسوها مساحات هائلة من الغابات والبحيرات، إذ يزيد عدد بحيراتها عن الثلاثين ألفاً مما يجعل هذا البلد هو البلد الأكبر في احتياطي مياه الشرب في العالم. وتتوسط ورقة شجرة القيقب علم البلاد، وهي شجرة منتشر جداً في البلاد.


عاصمة كندا هي مدينة أوتاوا الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد. وسكان هذا البلد ينتظمون في فيدرالية مؤلفة من عشر مقاطعات وثلاثة أقاليم، بنظام ملكي دستوري يعترف بالملكة البريطانية إليزابيت الثانية ملكة على كندا. يمثل الملكة حاكم عام وقائد للقوى الكندية تسميه الملكة لهذا المنصب بموجب اقتراح رئيس الوزراء. ولكن في الواقع لا سلطة للحاكم العام. والنظام السياسي للبلد نظام برلماني فيدرالي بتقاليد ديموقراطية بريطانية.

لهذا البلد تاريخ طويل يعود وجود الإنسان فيه إلى أكثر من 25 ألف سنة تشكل عبرها ساكنوا البلاد الأصليين قبل وصول الإنسان الأبيض في آخر القرن الخامس عشر. وصل الفرنسيون إليه في أوائل القرن السادس عشر، واستعمل المستكشف الفرنسي كارتيه اسم كندا كاسم لهذا البلد، وهي كلمة تعني بلغة أهل البلد الأصليين "القرية". وبقيت هذه الكلمة مستعملة بعد ذلك بالرغم من استعمال ملحقات عديدة لها.
رسم لجاك كارتيه، مكتشف كندا، مع أحد سكان البلاد الأصليين

تخلت فرنسا عن حصتها من كندا إلى بريطانيا عقب انتصار هذه الأخيرة في حرب الست سنوات عام 1763. ولكن هذا لم يمنع بقاء الثقافة الفرنسية حيث كان الفرنسيون في كندا وفي مناطق أخرى حتى هذا اليوم.

وبالرغم من أن التاريخ الكندي حافل بالعنف والكراهية ضد الأقليات العرقية أو الإثنية. إلا أن هذا البلد نجح في أن يكون مثالاً للبلد المتعدد الثقافات. فقد زاد عدد سكان كندا منذ عام 1867 حتى اليوم من 3.4 مليون إلى 35 مليوناً. وهو يضم 34 مجموعة إثنية يزيد عدد أفراد كل منها عن 100 ألف فرد. أكبر هذه الإثنيات هي الإثنية الكندية (39.4%، وهم الكنديون الأقدمون) يليها الإثنية الإنكليزية (20.2%)، ثم الفرنسية (15.7%) ثم الأسكتلندية ثم الإيرلندية ثم الألمانية فالإيطالية فالصينية ثم الأوكرانية ثم الهنود الأمريكان بنسبة 3.4%.

يعرف 67% من السكان أنفسهم بأنهم مسيحيون، و 3.2% بأنهم مسلمون، و 1.5% بأنهم هندوسيون و 1.4% بأنهم من السيخ، و 1.1% بأنهم بوذيون و 1% بأنهم يهود، و24% بأنهم لا يتبعون أي دين.
تعتبر الإنكليزية هي اللغة الأم لحوالي 58% من السكان، والفرنسية لحوالي 22%. وهناك لغات أم أخرى مثل الصينية والألمانية والإيطالية والبنجابية. أما اللغة الرسمية للبلاد فهي الإنكليزية والفرنسية اللتان يتحدث بهما أكثر من 98% من سكان البلاد.
هذا البلد هو من الدول العشر الأكثر تقدماً في العالم على مؤشر التنمية البشرية. ومجرد التفكير في الجهد اللازم لصيانة شبكة مواصلاته يجعلك تدرك حجم الجهد البشري المبذول في هذا البلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق