بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 أغسطس 2015

شلالات نياغارا، ملتقى البشر



هي من أشهر شلالات العالم وأكبرها، ليس في ارتفاعها وإنما في اتساع مجراها. وهي في الواقع ثلاثة شلالات. الأولى كندية وتدعى شلالات حدوة الحصان نظراً لشكل مقطع الشلال الذي يشبه حدوة الحصان بطول أكثر من 800 متر. والثاني والثالث أمريكيان بطول حوالى 320 متراً. يسمى الثاني بشلالات نياغرا الأمريكية، أما الثالث فهو أصغر من الأخريين، وهو ملاصق للشلال الأمريكي ويسمى بشال العروس. 
الكندية في اليمين والأمريكية في اليسار
جزء من شلالات حدوة الحصان
أما اسم هذه الشلالات فهو يعود لسكان أمريكا الأصليين من الهنود. وهي بمعنى الرقبة أو المضيق. وبحسب الأساطير الهندية، فقد أراد والد الصبية الرائعة الجمال ليلاوالا أن يزوجها لرجل شجاع وحكيم. ولكن ليلاوالا لم تكن تحبه. وبدلا من الزواج منه اختارت أن تضحي بنفسها لمن تحب، وهو إله الرعد هينو الذي كان يعيش في كهف من كهوف حدوة الحصان خلف المياه. لذا تركب زورقها الصغير وتندفع به نحو الشلال، وعند سقوطها يمسك بها هينو وترتبط روحاهما إلى الأبد في معبد الرعد بعيداً عن الشلالات.


مصدر مياه الشلالات هو بحيرة إريي المشتركة بين أمريكا وكندا التي تندفع في نهر نياغرا الذي يشكل الحدود بين البلدين ليصب بعد ذلك في بحيرة أونتاريو المشتركة أيضاً بين البلدين. ارتفاع الشلالات الكندية حوالى 54 متراً، أما الأمريكية فهي أقل ارتفاعاً نظراً لتجمع كتل صخرية كبيرة عند مصب الشلالات. أما كمية المياه المتساقطة فتبلغ وسطياً حوالى 2400 متراً مكعباً في الثانية، أي ما يعادل 80 صهريجاً كبيراً في الثانية الواحدة.

وهذه الشلالات، فغير المياه والاستفادة منها في شتى مناحي الحياة، وغير السياحة في المنطقة وما تدره من أموال، فهناك الطاقة الكهربائية المستخرجة من تساقط المياه. فقد أقامت شركات أمريكية وكندية عديدة محطات لتليد الكهرباء على مجرى النهر. فمحطة روبرت موسيس الأمريكية تولد لوحدها 2500 ميغاوات وات.
الشلالان الأمريكيان

حول هذين الشلالين بنيت مدينتان باسم مدينة نياغرا، الأولى كندية والثانية أمريكية. يزور المدينتان الآلاف كل يوم في فصل الصيف، ومن مختلف جنسيات العالم قاطبة، حيث يمكننا سماع لغات البشر المختلفة دون أن يثير ذلك انتباه أحد. وفي مطاعم وملاهي المدينتين، نجد الأفريقي والأوروبي والأمريكي الشمالي والجنوبي والهندي والصيني والعربي منهمك في عمله وخدمة السواح بجنسياتهم المختلفة، ولا همّ للجميع سوى العيش بسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق