بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

ثورة التلغراف

شكل نظام التلغراف الذي جرى تطويره في الفترة الممتدة ١٨٣٠ و١٨٤٠ ثورة في عالم اتصالات المسافات البعيدة، ويعتمد نظام التلغراف على إرسال إشارات كهربائية عبر سلك ممدود بين محطتين. وقد طور صامويل مورس الذي ساهم في اختراع نظام التلغراف شفرة تحمل اسمه وتعتمد على تخصيص تتابع من النقاط والشرطات لتمثيل كل حرف من حروف الأبجدية الانكليزية والأرقام، وتسمح الشفرة بإرسال رسائل معقدة عبر خطوط التلغراف بطريقة بسيطة.

أرسل مورس أول رسالة برقية من واشنطن إلى بالتيمور عام ١٨٤٤ واستُقبِل التلغراف بترحيب واسع لأنه يقدم طريقة سهلة وسريعة يمكن إرسال واستقبال المعلومات بواسطتها، وقد حول التلغراف الكهربائي عالم الأخبار وعمل المراسلين الصحفيين فبينما كان الخبر يحتاج إلى أسابيع كي يصل بالبريد أصبح تبادل الأخبار بين محطات التلغراف يحدث بشكل شبه آني، كما كانت له آثار اقتصادية عميقة لأنه سمح بإرسال الحوالات المالية إلى مسافات بعيدة.


ظهرت شركة وسترن يونيون للتلغراف في خمسينيات القرن التاسع عشر كواحدة من الشركات الأمريكية العديدة المعنية بنظام الاتصالات الجديد، ولما قامت بربط أول خط تلغراف يغطي الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٨٦١ أصبحت أول شركة تلغراف وطنية في الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك انتشرت منظومة متكاملة للتغراف في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وفي عام ١٨٦٦ جرى تمديد أول كابل تلغراف دائم عبر المحيط الأطلسي بنجاح وانتشر بعد ذلك نظام التلغراف حول العالم.

ومع نهاية القرن التاسع عشر بدأت تقنيات جديدة بالظهور وطغت التقنيات الجديدة تدريجياً على التلغراف الذي تراجع وضعف استخدامه. وبالرغم من أنه استعيض عنه بالهاتف والفاكس والإنترنت، إلا أن اختراعه يبقى نقطة تحول في تاريخ الاتصالات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق