بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

جنون العاج يهدد الفيلة بالانقراض

يقدر أن حوالي ٢٦ مليون فيلاً كانت تجوب افريقيا عام ١٨٠٠م، ثم أصبح صيد الفيلة أثناء رحلات السفاري مع بداية القرن العشرين يمثل قمة الرجولة عند الأثرياء الغربيين، وشهد العالم ما أطلق عليه اسم ”جنون العاج” حين بدأ الإنتاج الضخم للأمشاط العاجية ومقابض الفُرَش ومفاتيح البيانو وكرات البلياردو والتحف الفنية وغيرها من منتجات العاج. ومع حلول عام ١٩١٣، كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تستهلك ٢٠٠ طن من العاج سنوياً وهبط تعداد الفيلة الافريقية إلى حوالي ١٠ ملايين فيل،  واستمرت شهية العالم للعاج تهلك قطعان الفيلة الافريقية التي تقتل للحصول على أنيابها حتى وصل تعدادها عام ١٩٧٩ إلى ١.٣مليون فقط.

بدأ الغرب في هذه المرحلة يدرك النتائج الوخيمة المترتبة على تجارة العاج ويعي مخاطرها ولكن الطلب الآسيوي على العاج كان بدأ يتزايد بشكل كبير. ومع عام ١٩٨٩بلغ تعداد الفيلة٦٠٠ ألف فقط.

بدأت في هذا العام حملة عالمية لحماية الفيلة الافريقية انطلقت من كينيا حين أقنع مدير خدمات الحياة البرية ريتشارد ليكي الرئيس الكيني بإحراق مخزون كينيا من العاج على الملأ في خطوة تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى القضية. جابت صور إحراق مخزون العاج العالم وتبعتها خطوات مماثلة في دول أخرى وحُظِرت تجارة العاج حول العالم خلال عام واحد. ولما توقف القتل لمدة ١٠ سنوات عاودت أعداد الفيلة الافريقية ارتفاعها لتقترب من مليون فيل، ولكن بعض الدول الآسيوية ودول في جنوب إفريقيا مارست ضغوطات كبيرة نتج عنها قراران أصدرتهما اتفاقية التجارة العالمية للأنواع المهددة بالانقراض (CITES ) في عامي ١٩٩٩ و٢٠٠٨ وسمحت بموجبهما بإجراء مبيعين خاصين لمخزونات العاج مما أنعش تجارة العاج غير القانونية وأدى إلى ازدياد الصيد غير المشروع للفيلة من جديد وشهد عام ٢٠١٢ مقتل أكثر من ٢٥٠٠٠ فيل في افريقيا وحدها.


صحيح أن تجارة العاج محظورة في العالم وأن الرأي العام العالمي يؤيد هذا الحظر إلا أن الطلب على العاج لا يزال أقوى من أي وقت مضى والأرباح الناتجة عن تجارته غير المشروعة تشكل عاملاً أساسياً في تعذر وضع الحظر موضع التنفيذ وصعوبة وقف تهريب العاج وصيد الفيلة غير المشروع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق