بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 يناير 2016

الفستق الحلبي ... البيستاشيو



 Afficher l'image d'origine
كما يدل عليه الاسم، فهو بذرة تشبه بذرة الفستق، طيبة المذاق، ثمر لأشجار منخفضة الارتفاعات من فصيلة البطميات، يتراوح ارتفاعها بين 3 و 8 أمتار.

أظهرت حفريات أن تاريخ استهلاكه من قبل الإنسان يعود على الأقل للألفية السابعة قبل الميلاد، وأن مناطق زراعته الأولى كانت في آسيا الوسطى التي وقعت تحت الحكم الفارسي، وهو يسمى بالفارسية "بسته" التي اشتقت منها كلمة Pistacia اللاتينية الموجودة في اللغات الأوروبية بتحويراتها اللفظية. انتقلت زراعته إلى سوريا أيام الدولة الرومانية (في القرن الأول) وكذلك إلى إسبانيا في الفترة نفسها. زرعت بعدها في أماكن عديدة من دول آسيا وبعض الدول الأوروبية، وانتقلت إلى الأمريكيتين في القرن التاسع عشر. تعتبر كاليفورنيا في أمريكا إحدى أهم المناطق المنتجة لهذه الثمرة التي وصلتها من سورية في النصف الأول من القرن العشرين.
تفضل هذه الشجرة التربة الملحية النفوذة، وهي تتحمل تقلبات الحرارة (من -10 إلى  مئوية48)، وتفضل المناطق الجافة والمتوسطة الأمطار، والمناطق المشمسة والصيف الحار الطويل كي تستطيع ثمارها من النضوج والتفتح.

تتميز أشجارها بأن فيها ذكر وأنثى. وأن ثمارها على شكل عناقيد. كل حبة منها تكون مكسوة بغشاء لحائي خارجي يلتف على غطاء خشبي من نصفين يشبه الصدفة يحتوي على البذرة/الثمرة التي تنضج في بداية الخريف، وذلك بتغير لون اللحاء الخارجي من الأخضر إلى الأحمر الخريفي، ويتشقق الغطاء الخشبي فجأة في تلك الفترة، الذي يحدث في الليل غالباً محدثاً ضجيجاً لافتاً، لتنكشف الثمرة بلونها الأخضر المميز (لون يعرف باسمها) والمحمر في بعض جوانبه. يصل محصول الشجرة البالغة إلى 50 كيلو غرام من الثمر كل سنتين.

Afficher l'image d'origine
الدول المنتجة لهذه الثمرة هي إيران 52%، تليها الولايات المتحدة 21% ثم تركيا 11% ثم الصين 9% ثم سورية 6%، من إنتاج عالمي يقارب المليون طن سنوياً، يستهلك جله في المقبلات والحلويات خصوصاً.

بقي أن نقول إنه يسمى بالفستق الحلبي، وهي تسمية سورية محلية، لانتشار زراعته في سوريا في المنطقة الشمالية الممتدة من مورك وحتى مشارف مدينة حلب، يتميز بصغر حجمه مقارنة بالإيراني مثلاً، ولكنه من أجود الأنواع المعروفة يتميز بنكهة خاصة عن مثيله المزروع في أماكن أخرى.

هناك تعليق واحد: