بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 يناير 2016

أفكار بسيطة غيرت وجه التاريخ




كثيرة جداً هذه الأفكار، وهي في أصلها بسيطة، وبسيطة للغاية، نتعامل معها في حياتنا اليومية وكأنها شأن طبيعي للغاية. لكن هذه الأفكار البسيطة لم تحدث هكذا وفجأة، بالرغم من بساطتها، فقد استغرق الوصول إلى بعضها آلاف السنين. هناك أفكار قادت إلى اختراعات مادية مثل الدولاب. وهناك أفكار أدت إلى أشياء مادية، دون أن تكون هي بالذات كذلك، ومن بين هذه:

Afficher l'image d'origine
عملة قديمة مجهولة التاريخ
1.    العملة/النقد. هي اليوم أمر معقد بكل ما في العالم من عملات ومن تداخلات بين المصارف والدول والاقتصادات. لكن الفكرة الأولى كانت يوم احتاج الإنسان إلى شراء ما لدى الآخر. كان الأمر يجري بالمقايضة. نأخذ قمحاً ونعطي بيضاً مثلاً. ولكن المقايضة لم تكن ممكنة دائماً. لذا كان الحل باختراع "مادة مقايضة" حيادية يقبل بها الجميع، مثل الذهب أو الفضة. وهكذا فكانت العملة أو النقود. وخطت التجارة بذلك خطوة كبيرة. والواقع أننا لا نعرف من بدأ الطريق، التجارة أم العملة؟ كلاهما أفكار في كل حال. العملة اليوم هي أوراق أو أرقام في المصارف، وغداً لن تكون سوى أرقام فقط مع انتشار بطاقات الائتمان.
2.     الأسماء. أسماء الأشياء، والكائنات، وكذلك أسماء الأشخاص. ميزت الأشياء بأسماء النوع والصنف، دون أن يعطى لكل فرد منها اسماً محدداً، أي كل شجرة تفاح هي شجرة تفاح دون أن يكون لكل واحدة اسمها الخاص بها. أما الناس، فلكل منهم اسمه الخاص به، والاسم والشخص شيء واحد، لا يمكن فصلهما عن بعض، ولا يمكن لإنسان أن يكون بلا اسم، وإذا كان فهو كأنه غير موجود. فكيف يمكن تنظيم المجتمع بدون أن يكون للناس فيه أسماء؟ وكيف يمكن التفكير بالأشياء إن لم يكن لها أسماء، فهي أيضاً غير موجودة ما لم تحمل اسماً.
3.     الراية. قطعة قماش، بلون واحد أو أكثر، ترفع على سارية، عصا أو مدخل خيمة الخ. تعلن من يكون صاحب الراية، ومن هم أصحاب الراية وأنصارها. تطورت إلى أن تصبح علماً، يتميز به أقوام وشعوب ودول. ولكل دولة علمها، وداخل الدولة أعلام وأعلام، من الأندية الرياضية إلى الشركات، إلى الوحدات العسكرية، وغيرها وغيرها.
نتوقف هنا، لأن هناك الكثير، من اللغة إلى الكتابة والترميز... والرياضيات مثلا!!!
Afficher l'image d'origine
من الثورة العربية الأولى عام 1916
بقي أن نقول إن هذه "الاختراعات" هي اختراعات من العدم، لا تحاكي شيئاً في الطبيعة، كالطيران مثلاً، وهي في النهاية رمزية، أو افتراضية، لا مقابل مادي لها، ولا قيمة لها بالمطلق، فالمارك الألماني الذي كان من أقوى العملات قبل عشرين سنة، هو اليوم في غياهب النسيان. كما كان للإسكندر الأكبر أن يكون له اسم آخر، وكذلك الأعلام والرايات... ولكن مع هذا، فهذه الأخيرة تجعل دموع أصحابها تجري على خدودهم في لحظات ما، فرحاً أو حزناً!!


هناك تعليقان (2):

  1. كذلك ارى ان العجلة وهذا الابتكار الدائرى الشكل منه صنعت افكار عديدة ساهمت فى تغيير العالم ........ تخيل العلم بدون اطارات السيارة ....اطارات السكك الحديدية ..... الخ

    ردحذف
    الردود
    1. نعم، بالتأكيد، وكذلك القناطر التي لولاها لما بنيت الجسور، ولكن الحديث هنا عن اختراعات أفكار لا مقابل مادي لهافي الطبيعة ... هي مجرد بناء فكري.

      حذف