بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 يناير 2016

حجر الرشيد

اصطحب نابليون معه أثناء الحملة الفرنسية إلى مصر عام ١٧٩٨ مجموعة من العلماء والباحثين وطلب منهم الاستيلاء على أية قطعة أثرية ثقافية هامة لحملها إلى فرنسا. وفي عام ١٧٩٩، عثر بيير بوشار Pierre Bouchard أحد الجنود الفرنسيين على حجر بازلتي أسود نقشت عليه كتابات قديمة عند حصن بالقرب من مدينة رشيد على بعد حوالي ٥٦ كم عن الاسكندرية، وكانت هذه القطعة الحجرية تحمل ثلاثة مقاطع نصية بكتابات مختلفة: يونانية وهيروغليفية وديموطيقية (المصرية الشعبية القديمة).

اكتشف علماء الآثار من الكتابة اليونانية على حجر الرشيد أن كهاناً قد أدرجوا النصوص لتكريم بطليموس الخامس في القرن الثاني قبل الميلاد وأشارت الكتابة اليونانية أن المقاطع الثلاثة بلغاتها المختلفة تحمل المعنى نفسه، ولذلك حمل اللوح البازلتي مفتاح حل لغز الكتابة الهيروغليفية الميتة لأكثر من ألفي عام.




انكبت مجموعة من العلماء على دراسة الحجر وبذلوا جهوداً في تحليل النص الهيروغليفي حتى تمكن العالم الفرنسي شامبليون من فك شفرة اللغة مستعيناً بالنص اليوناني كدليل.
فتحت ترجمة الكتابات على حجر الرشيد الباب على مصراعيه أمام دراسة اللغة والتاريخ والثقافة المصرية القديمة بعد أن كانت عصية عليهم قبل ذلك.

عندما هزم البريطانيون نابليون عام ١٨٠١ استحوذوا على حجر الرشيد وهو معروض في المتحف البريطاني في لندن منذ عام ١٨٠٢ تخللتها فترة بسيطة خلال الحرب العالمية الأولى نقل فيها المسؤولون عن المتحف حجر الرشيد مع بعض المقتنيات الأخرى الثمينة إلى مكان آمن تحت الأرض لحمايتها من القنابل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق