بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 يناير 2016

صيادو العسل



Afficher l'image d'origine
نسخة من صورة على جدران مغارة العنكبوت
نعم، هكذا يسمون، فهم يبحثون عن جني العسل البري، مما يعني المواجهة، مباشرة أو مداورة، مع جماعة النحل، والتعرض للخطر، وفي كثير من الأحيان قد يكون ذلك قاتلاً، ليس فقط بسبب عنف الهجمات التي تشنها جماعة النحل على الغازي المعتدي، ولكن لأن أمكنة وجود أقراص العسل لا يكون الوصول إليها سهلاً، وتحفه عواقب شتى، من السقوط في الوديان إلى مواجهة حيوانات مفترسة في الغابات حيث يتوفر العسل البري.

وهذا الصيد قديم جداً، لا يزال يمارس في العديد من المناطق من قبل السكان الأصليين الذين يعرفون تفاصيل تضاريس مناطقهم وأماكن وجود أقراص العسل. تشير إلى ذلك لوحة مرسومة على جدران مغارة العنكبوت في إسبانيا تعود إلى أكثر من ثمانية آلاف سنة.

وصيد العسل أمر طبيعي عندما نعرف أن السكر لم يكن معروفاً منذ فجر التاريخ وإنما تعود بداياته الأولى إلى القرن السادس قبل الميلاد، لذا كان العسل مادة ضرورية في الغذاء، إضافة إلى الشمع الذي كان يستخدم في تطبيقات كثيرة كمادة مانعة لنفاذ الرطوبة أو الماء، وخاصة الآنية الفخارية التي كانت تطلى بشمع العسل من الداخل لجعلها كتيمة.

من المؤسف أن هذا الصيد يجري وفق مبادئ بدائية للغاية تتمثل في تحطم خلايا النحل ومستعمراته، إما بالتهديم المباشر أو بالحرق أو بالتدخين بما يسبب قتل النحل، ولكن بما أن الطبيعة معطاءة تعود فتجدد بناء مكوناتها، ولكن إلى حين!

Afficher l'image d'origine
صيد العسل في النيبال
من أكثر الدول التي يمارس فيها هذا النوع من الصيد هي تنزانيا في أفريقيا، والنيبال في آسيا، حيث يقيم النحل معسكراته عند الجروف مما يجعل اصطياد العسل صعباً للغاية، لذا يستخدم أهل المنطقة سلالم الحبال والقصب بكل ما يتضمن ذلك من خطر. وكذلك في غابات الهند وبنغلاديش، حيث يتعرض الصيادون لهجوم النمور الفتاكة.

بقي أن نقول، إن هذا الصيد يمارس أيضاً في غابات كندا، ولكن المشكلة أن الدببة هناك تحب العسل أيضاً!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق