بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية - الكفاف > أَيّ

أَيّ
     اسم يأتي على وجوه:
  • اسم شرط يضاف إلى اسم ظاهر نحو: [أيُّ تلميذٍ يجتهدْ يستَفِدْ]، فإذا قُطِع عن الإضافة نُوِّن، نحو: [أيّاً تُكرِمْ يحمدْكَ].
  • اسم استفهام، نحو: [أيُّكم خالدٌ؟ أيُّكم يُزْمِعُ السفر؟]
  • اسم موصول(1)، نحو: [سأزور أيَّهُم أفضلُ] = سأزور الذي هو أفضلُ.
  • أن تدلّ على الكمال، نحو: [خالدٌ رجلٌ أيُّ رجل!!] أي: خالد رجل كامل في صفات الرجال.
  • أن تكون وُصلةً إلى نداء الاسم المعرّف بـ [ألـ] وتلحقها [ها] التنبيهيّة نحو: [يا أيُّها الرجلُ أقْبِلْ](2).
      تنبيه:
     يجوز تذكير [أيّ] وتأنيثها: في نداء المؤنث وفي إضافتها إلى المؤنث نحو:   [يا أيتها المرأة = يا أيها المرأة] و [أيّة امرأة هذه؟ = أيّ امرأة هذه؟](3).
 *        *        *
 نماذج فصيحة من استعمال [أيّ]
   ·   ]في أَيِّ صُورةٍ ما شاءَ رَكَّبَك[ (الانفطار 82/8)
     [أيّ]: اسم مذكر مضاف، والمضاف إليه: [صورة]، مؤنث. ولولا أن الكلام قرآن لجاز أيضاً [في أيّة صورة...]. وذلك أنّ [أيّ] يجوز تذكيرها وتأنيثها في الإضافة إلى المؤنث كما ترى هنا في الآية، وفي نداء المؤنث أيضاً. ويحسن توجيه النظر هاهنا إلى أنّ هذه الآية كانت من مؤيّدات اتخاذ مجمع اللغة العربية بالقاهرة قراراً يقضي بإجازة قول من يقول مثلاً: [اشترِ أيَّ كتاب، ولا تُبالِ أيَّ تهديد]، اعتماداً على أنّ (الإبهام) معنىً من معاني [أيّ].
   ·   قال الكميت (شرح هاشميات الكميت 49):
بأيِّ كتابٍ، أم بأيّةِ سُنَّةٍ         ترى حُبَّهمْ عاراً عَلَيَّ وَتَحْسَبُ
     [أيّة]: اسم استفهام مؤنث، والمضاف إليه: [سنّة] مؤنث، ولو ذَكَّر فقال: [بأيّ سنّة] لكان قوله صحيحاً، بل التذكير في هذه الحال هو الأكثر. وقد اجتمعا في قول البحتري (الديوان 1/78):
رحلوا فأيّةُ عَبرةٍ لم تُسْكَبِ         أسَفاً وأيُّ عزيمةٍ لم تُغْلَبِ
     فـ [أيّة عبرة] مؤنث أضيف إلى مؤنث. و[أيّ عزيمة]: مذكر أضيف إلى مؤنث. وكلاهما جائز.
   ·   ]أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنَى[ (الإسراء 17/110)
     [أيّاً] اسم شرط، مفعول به لـ [تدعوا]، والأصل: [تدعون]، ولكنه جُزم بـ [أيّ] فحُذفتْ نونُه. وجواب الشرط جملة [فله الأسماء الحسنى].
   ·   ]أَيُّكُم يأْتيني بعَرشِها[ (النمل 27/38)
     [أيّ]: اسم استفهام، مبتدأ، خبره جملة [يأتيني].
   ·   ]ثُم لَنَنْزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعةٍ أَيّهُمْ أَشَدُّ على الرحمنِ عِتِيّاً[ (مريم 19/69)
     للآية قراءتان: [أيَّهم] و[أيُّهم]، ولكلّ قراءة إذاً إعراب:
     [أيَّ] بالفتح: اسم موصول، منصوب بالفتحة، مفعول به.
     [أيُّ] بالضم: وضمتها هي مبعث الاختلاف بين النحاة، فهي موصولة مبنية على الضمّ عند سيبويه ومَن تابعه، وهي استفهامية - أو موصولية - معربة تتعاورها الحركات عند غيره. ولكلٍّ وجهة نظر، ولكلٍّ إعراب، وقد حفظت ذلك أمّهات كتب النحو.
   ·   ]يا أيُّها الرسولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إليك مِن ربِّك[ (المائدة 5/67)
   ·   ]يا أيَّتها النَّفْسُ المطمَئِنَّةُ ارجِعي إلى ربِّك[ (الفجر 89/27)
     المنادى في الآية الأولى: [الرسول] وفي الثانية: [النفس]. ولما كان المعرف بـ [ألـ] لا يُنادى، إلاّ إذا جيء بأيّ أو أيّة وصلةً إلى النداء، قيل: [ياأيها] و[ياأيتها]. و[ها] بعدهما للتنبيه. وذلك في العربية كثير يتعذّر إحصاؤه.
   ·   قال عليّ كرّم اللّه وجهه: [اِصحبِ الناسَ بأيِّ خُلُقٍ شِئْتَ، يَصحبوكَ بِمثْلِه].
   ·   وقال الشاعر:
إذا حاربَ الحجّاجُ أيَّ منافِقٍ       عَلاهُ بسيْفٍ كلّما هُزَّ يَقْطَعُ
     وتلاحظ معنى الإبهام في قوله عليه السلام: [بأيِّ خلق]، وفي قول الشاعر: [أيَّ منافق].
     ولم يكن النحاة من قبل نصّوا على أن الإبهام هو أحد معاني [أيّ]، وأنه وجه من وجوهها. ولذا نظر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في هذا الاستعمال، وكان هذان الشاهدان اللذان نحن بصددهما من مسوّغات إجازة استعمال [أيّ] بمعنى الإبهام. وعلى ذلك يجوز لك أن تقول: [اقرأ أيّ كتاب] مثلاً، و[زُرْ أيّ بلد](4)...

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق