بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية- الكفاف > غَيْر

عبد الله النقري
غَيْر
     اسم متوغّلٌ في الإبهام. نكرةٌ أبداً، لا يتعرَّف بالإضافة، ولا يُحلّى بـ[ألـ](1).
     حُكمان:
                ¨  يلازم الإضافة أبداً، ولا يُقطَع عنها إلاّ أنْ تتقدّم عليه كلمةُ [ليس]، فيضمّ آخره، نحو: [قبضتُ عشرةَ دراهم ليس غيرُ](2).
                ¨  يُعرَب في الكلام على حسب موقعه(3):
     زارني غيرُك          : فاعل
     سألتُ غيرَك          : مفعول به
     نظرتُ إلى غيرِك      : مجرور بحرف جرّ
     اشترِ كتاباً غيرَ هذا   : نعت
     سافر زهيرٌ غيرَ راضٍ  : حال
     نجح الطلاّبُ غيرَ زيدٍ  : منصوب على الاستثناء
     ما نظرتُ إلى الطلاّبِ غيرَِ زيدٍ    : إذا جاء بعد جملة منفية، جاز مع نصبه على الاستثناء، إتباعُه على البدلية مما قبله.

     فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولهم مثلاً: [قرأت غيرَ كتابٍ]، ومعناه: قرأت أكثرَ من كتاب.
 *        *        *
 نماذج فصيحة من استعمال [غير]
   ·   ]ربَّنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل[ (فاطر 35/37)
     [غير] مضافة في الآية إلى اسمٍ معرفة هو: [الاسم الموصول: الذي]، ومع ذلك وَصَفَتْ كلمةً نكرة هي: [صالحاً]، فدلّ هذا على أنّ [غير] لا تكتسب التعريف مما تُضاف إليه، بل تظلّ نكرة. ولو أنها اكتسبت التعريف مما أُضيفت إليه لما جاز أن تصف نكرة. إذ النكرة لا توصَف بمعرفة.
   ·   ]ومَن أضلُّ مِمّن اتّبع هواه بغير هدى[ (القصص 28/50)
     [بغيرِ]: جارّ ومجرور، وذلك وجهٌ من وجوهها، إذ تُعرَب في الكلام على حسب موقعها فيه.
   ·   ]وهو في الخصام غيرُ مبين[ (الزخرف 43/18)
     [غيرُ]: خبرٌ للمبتدأ: [هو]، وورودها خبراً، هو وجهٌ من وجوهها.
   ·   ]تقولون على الله غيرَ الحقّ[ (الأنعام 6/93)
     [غيرَ]: مفعولٌ به.
   ·   ]ويستبدل قوماً غيرَكم[ (التوبة 9/39)
     [غيرَ]: صفة لكلمةٍ نكرة هي: [قوماً]، و إنما كان ذلك مع أنها أُضيفت إلى الضمير [كم]، والضمير معرفة، لأنها لا تكتسب التعريف مما تُضاف إليه.
   ·   قال أبو قيس بن الأسلت يصف الناقة:
لم يَمنعِ الشُّربَ منها غيرَ أن نطقتْ       حمامةٌ في غصونٍ ذاتِ أوقالِ
     (الأوقال: نبات؛ يقول الشاعر: لم يمنع الناقةَ من الشُّرب إلا تصويت حمامةٍ غنَّتْ على هذه الغصون).
     فِعلُ [يمنع] فاعله [غيرَ]، والأصل في الفاعل أن يُرفع. لكنّ [غير]، إذا تلاها مبني، كما هي الحال في البيت، جاز إعرابها وبناؤها. وقد اختار الشاعر البناء، فقال: [لم يمنع الشربَ غيرَ]، فـ [غير] مبنية على الفتح في محل رفع فاعل للفعل [يمنع]؛ ولو شاء الشاعر أن يُعرب فيقول: [لم يمنع الشربَ غيرُ...] لكان جائزاً.
 *        *        *
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق