بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 أغسطس 2016

سبب اختفاء إنسان نياندرتال



إنسان نياندرتال هو الإنسان البدائي الذي عاش قبل قرابة 300 ألف سنة وانقرض بحسب آخر الدراسات منذ نحو 30 ألف سنة. وهذا الإنسان ليس بجد الإنسان المعاصر، وإنما هو إنسان من بين سلالات عديدة لا تنتمي إلى سلسلة الإنسان العاقل homo sapiens التي يتحدر منها الإنسان الحالي.

عاش هذا الإنسان في أوروبا وغرب آسيا التي تتضمن الشرق الأوسط وأوزبكستان وما حولها. وسمي بهذا الاسم نسبة إلى منطقة في ألمانيا حدث فيها أول اكتشاف لبقايا هذا الإنسان. ومن مواصفاته قصر القامة (165 سم وسطياً للرجال و 155 سم للنساء) وضخامة الجسد (90 كغ وسطياً للرجال و 70 كغ وسطياً للنساء) وهو قوي البنية صعب المراس. كانت له جمجمة كبيرة نسبياً، وهي أكبر بقليل من جمجمة الإنسان الحالي. ووجهه ذو ملامح قاسية.

عرف هذا الإنسان جيداً استعمال الصباغ. كما عرف دفن الموتى على نحو منتظم، مع ممارسته أحياناً لطقوس للدفن. وصنع الحلي والأدوات الحجرية وأدوات من العظام. وعرف سبر المياه لصيد السمك، كما كان صياداً للطيور.

رسم توضيحي لإنسان نياندرتال
المحيّر في رواية هذا الإنسان هو انقراضه الكامل. ظهرت لتفسير ذلك أطروحات عديدة. منها تعرضه لمرض قاتل من نوع وباء خاص به، ولكن لم يعثر على ما يؤكد هذا الرأي. رأي آخر استمر لفترة طويلة يقول بأن هذا الإنسان انتشر في أراض واسعة في جماعات متباعدة، وبما أنه لم يكن عالي الخصوبة مما أدى إلى انقراض هذه المجموعات المعزولة. 

إلا أن دراسات حديثة بينت أن للإنسان الحالي قدرة على التخلص من المواد الضارة الناجمة عن النار المستعملة في إعداد الطعام، ولهذه المواد الضارة أن تزيد في خطر الالتهابات التنفسية. وهذه القدرة لدى الإنسان المعاصر كانت نتيجة لتحول وراثي أثناء عملية التطور. ومثل هذه القدرة لم تتوفر لإنسان نياندرتال، ومن ثم فقد كان تعرضه للدخان الناجم عن الاحتراق سبباً في إضعاف قدرته على مقاومة الالتهابات إضافة إلى أن لهذه المواد الضارة المنبعثة من الاحتراق أن تضعف القدرة على التكاثر، التي كانت بالأصل ضعيفة لدى هذا الإنسان، مما أدى مع مرور الزمن إلى انقراضه.

بقي أن نقول إن سلالات الإنسان عرفت استخدام النار منذ أكثر من مليون سنة، والبعض يقول بأكثر من ذلك، سواء للتدفئة أو الطهي بما فيهم إنسان نياندرتال هذا.

لمن يريد الاستزادة يمكنه العودة إلى الرابط:
http://news.psu.edu/story/419626/2016/08/02/research/where-theres-smoke-and-mutation-there-may-be-evolutionary-edge

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق