بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية - الكفاف > ‎ اسم الفاعل

اسم الفاعل
يقظان أتاسي
     اسم الفاعل: صيغة قياسية تدل على مَن فَعَل الفِعل؛ تُشتق من الثلاثي على وزن [فاعِل] نحو: [راكض - جالس - قاعد - قائل...]، وله صِيَغُ مبالغة نحو: سَيْفٌ بَتّار = [فَعّال]، ورجل أكول = [فَعُول]، وخطيب مِقْوال = [مِفْعال]، وأب رحيم = [فَعِيل]، وعدوّ حَذِر = [فَعِل].
     ويُشتق اسم الفاعل من غير الثلاثي على صورة الفعل المضارع، بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وكسر ما قبل الآخر، نحو: [يتعلَّم - مُتعلِّم، يتراجَع - مُتراجِع، يستخرج - مُستخرِج، يساعد - مُساعِد...].
     عمل اسم الفاعل:
     يعمل اسم الفاعل عمل فعله، فيرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به ويتعلق به شبه جملة، نحو: [أقارئٌ زهيرٌ كتاباً في البيت]. فـ [زهيرٌ] فاعل لاسم الفاعل [قارئ]، و[كتاباً] مفعولُه، وشبه الجملة [في البيت] متعلّق به(1)
*        *        *
نماذج فصيحة من استعمال اسم الفاعل
  ·  قال تعالى: ]فويلٌ للقاسيةِ قلوبُهم من ذِكْرِ الله[ (الزمر 39/22)
       [القاسية]: اسم فاعل محلّى بـ [ألـ]، و[قلوبُ] فاعل لاسم الفاعل، مرفوع.
   ·   وقال: ]وجاعِلُ اللّيلِ سَكَناً[ (الأنعام 6/96)
     [سكناً]: مفعول به لاسم الفاعل [جاعلُ]. على أنّ للآية قراءة أخرى هي: ]وجَعَلَ اللّيلَ سَكَناً[، ولا شاهد في الآية عند ذلك على ما نحن بصدده.
   ·   وقال: ]وكلبُهم باسِطٌ ذراعيْهِ بالوَصِيد[ (الكهف 18/18)
     [باسط]: اسم فاعل، و[ذراعيه] مفعول به لاسم الفاعل، منصوب وعلامة نصبه الياء، لأنه مثنى.
   ·   وقال الأعشى يشبّه يزيد بن مسهر الشيباني بالوعل (الديوان /61):
     كناطحٍ صخرةً يوماً لِيُوهِنَها         فلم يَضِرْها، وأَوْهَى قَرنَهُ الوَعِلُ
     [ناطح]: اسم فاعل عمِل عمَل فعله [نَطَحَ]، فنصب مفعولاً به هو [صخرةً].
   ·   ]والذّاكرين الله كثيراً والذّاكرات[ (الأحزاب 33/35)
     [الذاكرين]: جمع اسم الفاعل: [الذاكر]، وقد عمِل عمَل فعله [ذَكَرَ] فنصب مفعولاً به، هو لفظ الجلالة. وذلك أن اسم الفاعل يعمل مفرداً ومثنى وجمعاً. ومِن عمله وهو مثنى، قول عنترة (الديوان /154):
الشاتِمَيْ عِرْضِي ولم أشتمهما             والناذِرَيْن إذا لقيتُهما دمي(2)
     [الشاتِمَيْ]: مثنى اسم الفاعل [الشاتم]، وقد عمِل عمَل فعله [شَتَمَ] فنصب مفعولاً به هو كلمة [عِرْض].


1- ليس إعمال اسم الفاعل ضربة لازب، بل للمتكلم الخيار، إن شاء أعمله فقال مثلاً: [هذا قاتلٌ فلاناً]، وإن شاء لم يُعْمِله فقال: [هذا قاتلُ فلانٍ]. قال تعالى: ]إنّ الله بالِغٌ أَمْرَه[ وفي قراءة أخرى: ]إنّ الله بالِغُ أَمْرِه[ (الطلاق 65/3)
2- ويروى (إذا لَمَ الْقهما).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق