بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية- الكفاف > كأيِّنْ(1)

     كأيّنْ: تفيد الكثرة، وتختص بالماضي. وفيها لغات، أشهرها: [كائِنْ].
     أحكام:
            ¨  مبنية على السكون أبداً.
            ¨  لها الصدارة وبعدها اسم مفرد مجرور بـ [مِنْ]، يتعلق بها.
            ¨  يجوز الفصل بينها وبين شبه الجملة بعدها، نحو: [كائن ترى من ظالم يَحيق به ظلمه].
            ¨  إعرابها: يختلف إعرابها على حسب موقعها من العبارة(2). فتكون ظرفاً أو مفعولاً به أو مفعولاً مطلقاً أو مبتدأ إلخ... ودونك الأمثلة:
[كَأَيِّنْ مِن كتابٍ قرأت]: مفعول به. [كأيّن مِن ليلةٍ سهرت]: ظرف زمان.
[كأيّن مِن مِيلٍ مشيت]: ظرف مكان.      [كأيّن مِن زيارةٍ زرناك]: مفعول مطلق.
     فإن وقعت مبتدأً، فخبرُه حتماً جملة أو شبه جملة، فالجملة نحو: [كأيّن من كتاب صاحبني] وشبهها نحو: [كأيّن مِن كتابٍ عندي].
*        *        *

نماذج فصيحة من استعمال [كأين]
   ·   ]وكأَيِّنْ مِنْ دابّةٍ لا تَحملُ رِزقَها اللّهُ يرزقُها وإيّاكم[ (العنكبوت29/60)
     مِن أحكام استعمال [كأيّنْ] أن يتعلّق بها اسمٌ مفردٌ مجرور بحرف الجر [مِن]. وقد تحقق ذلك في الآية. والجار والمجرور متعلّقان بـ [كأيّن].
     وفي الآية مسألة أخرى هي أنّ [كأيّن] مبتدأ، وجملة [لا تحمل رزقها] صفة لـ [دابّة] . وأما خبر المبتدأ فهو: جملة [اللهُ يرزقها].
     والقاعدة أنّ [كأيّن] إذا وقعت في الكلام مبتدأً، كان خبرها حتماً جملةً - كما ترى في الآية - أو شبه جملة. والمعنى: [كثير من الدوابّ لا تحمل رزقها يرزقها الله]. وقولنا: [كثير من الدوابّ] إنما هو مِن معنى [كأيّن]، فإنها تفيد الكثرة.
   ·   ]وكأيِّنْ مِن نبيٍّ قاتَل معه رِبِّيّون كثير[ (آل عمران 3/146)
     [كأيّنْ]: مبتدأ، خبره جملة [قاتل]، وقد ذكرنا آنفاً أنّها حين تكون مبتدأً يكون خبرها حتماً جملة - كما ترى في الآية - أو شبه جملة.
   ·   قال الشاعر:
وكائنْ-ترى- مِنْ صامتٍ لكَ مُعْجِبٍ       زيادتهُ  أوْ  نَقْصُهُ  في  التكلُّمِ
     يجوز الفصل بين [كائن] وشبه الجملة [من...]. ويُعدّ البيت شاهداً على ذلك. فقد فصل الشاعر، بين [كائن] وشِبه الجملة بعدها [مِن صامتٍ]، بكلمةِ: [ترى]. ومثلُه أيضاً في جواز هذا الفصل قول الآخر:
وكائن-رأينا- من فروعٍ طويلةٍ        تموت إذا لم تُحْيِهِنَّ  أصولُ
     فقد فصل الشاعر بينهما بكلمةِ [رأينا]، وذلك جائز كما قدّمنا.

العودة إلى الأدوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق