بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 17 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية - الكفاف/المفعول لأجله

المفعول لأجله(1)
     المفعول لأجلهمصدرٌ منصوب، يبيِّن عِلَّةَ وقوع الحَدَث، نحو: [وقفتُ إجلالاً للمعلِّم]. فالوقوف - وهو الحَدَث -  ناشئ عن علّة، هي: الإجلال.

*        *        *
 نماذج فصيحة من استعمال المفعول لأجله
   ·   ]ولا تقتلوا أولادَكمْ خَشيةَ إملاق[ (الإسراء 17/31)
     (الإملاق: الفقر)[خشيةَ]: مصدرٌ، تحقّقت له شروطُ نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ [خشي-يخشى]، وقد بيّن علَّةَ قتل الجاهليين أولادَهم، وهي: خشية الإملاق.
   ·   قال حاتم الطائيّ:
وأَغْفِرُ عَوراءَ الكَرِيمِ ادّخارَهُ        وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللئيمِ تَكَرُّمَا
     [تَكَرُّما]: مصدر تحققت له شروطُ نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ [تَكَرَّمَ - يتكرَّم]، وقد بيَّن علَّةَ إعراض الشاعر عن شتم اللئيم، وهي: [التكرّم].
     هذا، على أنّ في البيت مفعولاً لأجله آخر، هو: [اِدّخارَه]، فإنه مصدرٌ منصوب لفعْلِ: [اِدَّخَر - يدَّخِر]، وقد بيَّن علَّةَ غُفْرانِ الشاعرِ زَلَّةَ الرجلِ الكريمِ، وهي: ادِّخاره له أي: استبقاء مودّته.
   ·   ]يجعلون أصابعهم في آذانهم مِن الصواعق حَذَرَ الموت[ (البقرة 2/19)
     [حَذَرَ]: مصدر، تحقّقت له شروط نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ [حَذِرَ - يحذَر]، وقد بيّن علَّةَ جعلِهم أصابعَهم في آذانهم، وهي: [الحذر من الموت]. 
   ·   قال الحارث بن هشام (هو أخو أبي جهل):   
فصفحتُ عنهمْ والأحبّةُ فيهمُ        طمعاً لهمْ بعِقابِ يومٍ مُفْسِدِ(2)
     [طمعاً]: مصدر: تحقّقت له شروط نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ [طمِع - يطمَع]، وقد بيَّن علَّةَ صفحه عنهم، وهي: [الطمع بعقابهم بعدُ، في معركة يرجو النصر عليهم فيها]. 
     هذا، ولم نرَ حاجةً إلى مزيد من عرض نماذج أخرى وتحليلها. وذلك لسهولة البحث، ولأن المفعول لأجله لا يخرج في كل حال، عن أن يكون مصدراً يبيّن علّة وقوع الحدَث.





1- يسمونه أيضاً: [المفعول له].
2- قال هذا معتذراً مِن فراره يوم معركة [بدر]، وقد قُتِل فيها أخوه أبو جهل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق