بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 مايو 2017

الهجوم السيبراني... مافيا جديدة

بلغ عدد ضحايا الهجوم السيبراني الذي حدث في الثالث عشر من الشهر الحالي أكثر من 200 ألف ضحية موزعة في أكثر من 150 دولة، وتمكنت دول عديدة من التصدي لهذا الهجوم وتجنب الكثير من آثاره بجهود كبيرة بذلت خلال عطلة نهاية الأسبوع وإن كانت بعض المنشآت مثل شركة رينو الفرنسية للسيارات في حالة توقف احترازي صباح أول أيام الأسبوع الإثنين 15 أيار (2017). ويبدو أنه تم التصدي للهجوم السيبراني دون خسائر كبيرة، تمثلت بشكل أساسي في التوقف عن العمل وخاصة الأعمال القائمة على الشبكات الحاسوبية.

شمل الهجوم مئات آلاف الحواسيب في الصين التي تنتمي إلى أكثر من ثلاثين ألف شركة ومؤسسة، ولايزال الفيروس يتقدم وإن كان بإيقاع أقل. ومن بين أهم الضحايا مصلحة الصحة البريطانية التي يعمل فيها قرابة 1.7 مليون موظف ومئات الفعاليات الطبية التي اضطرت إلى إلغاء أو تأجيل الكثير من أعمال العلاج الصحي. كما أن الهجوم أثّر في النظام المصرفي الروسي وشركة الاتصالات الإسبانية وجامعات في إيطاليا واليونان ومجموعة الإمداد الأمريكية فيدكس. وهذا يعني أنه لم يكن من بلد مستهدف بحد ذاته.

ولم يُعرف حتى الآن من كان وراء هذا الهجوم، وهو هجوم قامت به برمجيات دفع فدية خبيثة نشرت فيروساً اسمه "واناكراي" وتقوم بإغلاق ملفات المستخدمين للحواسيب وترغمهم على دفع فدية 300 دولار لقاء تحرير الملفات ومتابعة العمل، والدفع يكون باستخدام العملة الافتراضية بيتكوين التي يصعب ملاحقتها. ولكن، على ما يبدو، لم تُدفع فديات كبيرة إذ بلغ إجمالي ما دفع نحو 32 ألف دولار، ذلك أن الدفع لا يعني بالضرورة استعادة الملفات ومتابعة العمل. وهو هجوم إجرامي، نوع من أعمال المافيا كتلك المختصة بالمخدرات أو غيرها، وهذا النوع من الأعمال أقل خطورة ويحقق أرباحاً.

على الحكومات والأعمال الحذر الشديد وحماية أعمالها بكل المضادات للفيروسات وخاصة الاستثمار في أنظمة تشغيل لحواسيب ذات مناعة عالية ضد الفيروسات، فالعالم اليوم بشبكاته المختلفة والمترابطة عرضة للكثير من الهجومات المماثلة... هل الهشاشة ميزة من مميزات عصر المعلومات!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق