البعض يقول بأنها سبع قصائد، وآخرون يقولون
بأنها عشر وآخرون يقولون بأنها أربع. وهي قصائد كتبت قبل الإسلام اتصفت بأفضليتها
على ما قالت العرب من قصائد شعرية من بين سائر الشعر الجاهلي، كما اتصفت بكثرة
أبياتها. فبعضها، على ما قيل، زاد عدد أبياتها عن الألف ضاع حالياً معظمها،
وأقصرها تتألف من 64 بيتاً. وقيل إنها كانت تسمى بالمذهبّات لأنها كتبت بماء الذهب
على القباطي (كتان أبيض كان ينسج في مصر) وعلقت على جدران الكعبة إعجاباً بها، وإن
بعضها بقي حتى يوم الفتح، وإن بعضها تلف نتيجة حريق المّ بالكعبة.
وأصحاب هذه المعلقات هم: امرؤ القيس، وزهير
بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، والأعشى، ولبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وطرفة
بن العبد. ومن يقول بأن المعلقات هي ست فيذكر بأن الشعراء هم: امرؤ القيس والنابغة
وعلقمة وزهير وطرفة وعنترة. ومن يتحدث عن عشر قصائد يضيف عبيدة بن الأبرص والحارث
بن حلزة. ويقال إن شخصاً اسمه "حماد" هو من جمعها، وهم من تحدث عن
المعلقات السبع، وأن أحداً لم يتحدث عن ذلك قبله. كما أن كثيرين ممن أرخوا للأدب
العربي الجاهلي لا يتحدثون عن المعلقات وإنما عن أشهر القصائد بصرف النظر عن
عددها.
ولكن هل قصة المعلقات صحيحة، أي هل علقت
فعلاً قصائد على جدران الكعبة؟ في الواقع فإن لا أحد يؤكد ذلك إلا
"حماداً" الذي كان من حفظة الشعر ورواته ومن المتكسبين به، واتهم بالدس
والوضع على الجاهليين ولم ينكر ذلك هو نفسه، وإن كان باعتراف أنصاره وخصومه من
أعلم الناس بالشعر الجاهلي. ويبدو أنه شعر بعدم اهتمام الناس بالشعر فجمع أشهر
القصائد وسميت بالقصائد المشهورات وأضاف إليها صفة المعلقات لحث الناس على
الاهتمام بها، وصار ذلك أسطورة سرت بين الناس. وبعض الدارسين يؤكدون على أسطورة
التعليق لخلاف في روايات القصائد، إذ لو كانت معلقة لما حدث اختلاف في روايتها.
سبب آخر يدعو إلى الشك هو أن كل الذين كتبوا
عن فتح مكة أشاروا إلى أن الرسول أمر بطمس الصور وكسر الأوثان والأصنام ولم يشيروا
إلى المعلقات التي لو كانت موجودة لما غض أهل الأخبار أنظارهم عنها ولا الرسول،
ولا سكتوا عن ذكرها بسبب ما قيل عن أهميتها للعرب! ... وفيما يبدو فإن أمر صحة
المعلقات معلّقٌ كما هو الحال بالنسبة للكثير من القصص التي تروي بدون سند
تاريخي قاطع، وهو أمر لعله يُجلى من قبل الأجيال القادمة.
معظم هذه المادة مأخوذ من كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" للدكتور جواد علي.
معظم هذه المادة مأخوذ من كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" للدكتور جواد علي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق