بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 مايو 2017

العملة الإثنانية... بتكوين bitcoin

وهي عملة رقمية مشفرة، يجري تداولها عبر الشبكات الحاسوبية، تشكل نظاماً للتداول النقدي بين شخصين دون المرور عبر أية سلطة مركزية، مثل المصارف المركزية. واحدتها هي البتكوين bitcoin على شاكلة الدولار أو اليورو أو الين الياباني. أعلن عنها الياباني ساتوشي ناكاموتو عام 2008، ونُشرت برمجيات المصدر المفتوح الخاصة بها عام 2009. سجلت رمزها الخاص بها
عام 2015.

يبلغ عدد الوحدات المالية المتاحة في هذه العملة 21 مليون وحدة، وكل منها قابلة للتجزئة حتى المرتبة الثامنة بعد الفاصلة. يجري التعامل معها عبر شبكة من الحواسيب الموصولة إلى الإنترنت وتتداول بهذه العملة. حيث يشكل كل حاسوب في هذه الشبكة عقدة تُسجل فيها كل المداولات في سجل عام مما يجعل تزوير المداولات أمراً صعباً للغاية، كما أن ذلك يتيح إمكانية التحقق من المداولات من قبل كل عقد الشبكة، أي أن ذلك يسمح بشفافية كبيرة في التعامل بهذه العملة إزاء جمهور المتعاملين، وهي بذلك تعمل بدون إدارة مركزية أو مدير للشبكة. بعض عقد الشبكة تضع إمكاناتها الحسابية الكبيرة في خدمة التحقق والتدقيق وتسجيل المداولات وأمانها.

هذه العملة هي العملة الرقمية المشفرة واللامركزية الأهم. بلغ رصيدها حتى مطلع عام 2017 قرابة 25 مليار دولار. ويبلغ سعر البتكوين الواحد حالياً (19 أيار 2017) نحو 1900 دولاراً، وهو في تزايد مستمر حتى الآن. والمداولات تجري بلا أتعاب تذكر على عكس المداولات التي تجري عبر المصارف التقليدية، وإن كان لهذه الأخيرة فضل المرجعية في حل النزاعات بين الشاري والبائع أو المرسل والمستقبل مما يجعل عمولتها بين 2 و 3%. أما في حالة البتكوين فالتعامل يكون مباشر بين البائع والشاري ويكون ذلك على أساس الثقة المتبادلة مما يجعل قيمة العمولات أقل من ذلك بكثير. وهذا الأمر يجعلها محصورة حتى الآن إلى حد كبير في مداولات الصفقات وإن كانت في طريقها للقبول في محلات البيع المفرق.

كان من أول مستعمليها المهربون وتجار المخدرات، ولكن ذلك لا يشكل الآن إلا جزءاً يسيراً من عدد المستخدمين ومن حجم التداولات، وهي اليوم في طريقها إلى الحيازة على اعتراف دولي متزايد لها أن تقدم خدمات مالية هامة. يمكن شراء وحداتها من شركات مالية خاصة بذلك، وقيمتها عرضة للزيادة والنقص وفقاً لقانون العرض والطلب.

أما من أين تستمد هذه العملة قيمتها فإن هذا يتوقف على المتعاملين بها. حالها في ذلك حال كل العملات. إذ لا شيء في المطلق يعطي لهذه العملات القيمة التي هي فيها سوى ثقة مستخدميها، وفي حال توقف الناس عن التعامل بعملة ما فإن قيمتها تنحدر إلى الصفر. وكذلك الأمر بالنسبة لأي شيء بما في ذلك ما يسمى بالمعادن الثمينة... فالدولار مثلاً يصبح قصاصة من الورق لا قيمة لها في حال التوقف تماماً عن استخدامه، وهو حال كل العملات، الورقية أو غيرها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق