بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 مايو 2017

غوغل: في طريقها لإنشاء "خريطة كاملة للصحة الإنسانية"

كعادتها، فإن غوغل تريد قصب السبق في مجالات كثيرة، وهي مجالات تتسم دائماً بالضخامة. وهذه المرة تريد أن تنشئ خارطة صحيّة يمكن أن يستفاد منها في البحث العلمي كما في تشخيص الأمراض، أو على الأقل الكثير من الأمراض عن طريق تجميع ما يسمى بـ"البيانات الضخمة" عن عشرة آلاف شخص متطوعين في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ التحضير لهذا التجميع منذ ثلاثة أسابيع، وعلى وجه التحديد من 19 نيسان المنصرم.

سيتم اختيار المشاركين على أساس معايير التمثيلية للناس من حيث العمر والموقع الجغرافي والسوابق الصحية وغيرها. والشروط الوحيدة المفروضة للمشاركة هي أن يكون المشارك أمريكياً بالغاً ولا يعاني من حساسية شديدة من النيكل أو الأساور المعدنية (عدم رفض الساعة التي على المساهمين حملها لجمع البيانات). وسيتقاضى المشاركون تعويضاً مالياً مقابل الوقت الذي سيمضونه في العمل في هذا المشروع.

وعلى المشاركين في هذا المشروع حمل ساعة موصولة بشبكة ستسجل النبض القلبي وأنشطتهم الفيزيائية. وفي منازلهم سيوضع محسّ تحت فراشهم لدراسة نومهم وكذلك علبة موصولة إلى الإنترنت، التي عليها أن تخزّن المعلومات التي تعطيها الساعة والمعلومات القادمة من المحسّ. كما أن على هؤلاء المشاركين سنوياً زيارة طبية تمتد على يومين كاملين تجرى خلالهما فحوص مثل فحص القلب بجهاز الإيكو، فحص العينين، فحص الدم، فحص اللعاب، الإجابة على استبيانات. هذا إضافة إلى ثلاث زيارات قصيرة خلال السنة مدة كل منها ساعة أو ساعتان تضاف نتائجها إلى قواعد المعطيات. كما أن على المشتركين تدوين ملاحظاتهم الخاصة بصحتهم حيث عليهم أن يصفوا مزاجهم اليومي وعن جودة نومهم. كما عليهم إعلام فريق المشروع عن كل دواء يوصف لهم ويتناولونه أو عن دخولهم إلى المستشفى لأي سبب صحي كان.


قاعدة البيانات هذه ستفيد في فهم أفضل للانتقال من حالة صحية جيدة إلى حالة صحية مرضية عبر الزمن ومن ثم تحديد عوامل المخاطرة للإصابة بمرض ما. وما تهدف إليه غوغل في مرحلة أولى هو خلق بيانات هائلة من الصفر تكون مرجعية. وسيكون استخدام ذلك في تشخيص المرض عن طريق المقارنة مع أشخاص عانوا من الأعراض نفسها لتقديم تشخيص مناسب. ولكن كل البيانات السريرية والصور الشعاعية وغيرها والبيانات الفيزيائية وبيانات الوسط المحيط، والبيانات السلوكية والوراثية والبيولوجية (دم، لعاب...) الخاصة بالمرضى ستجمع على نحو منتظم وتخزن في قاعدة بيانات مشفّرة، وهي في كل الأحوال مغفلة وسيكون الدخول إليها مقيّد جداً، فقط للباحثين المعتمدين... وهذا عمل آخر ضمن إمبراطورية غوغل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق