بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

الكحول وبعض آثارها

الكحول شراب ينتج عن تخمير ثمار أو نباتات أو جذور نباتات أو حبوب أو عن طريق تقطيرها أو غير ذلك، ويحتوى على الكحول الإيتيلية أو الإيتانول. يؤدي تناول الكحول إلى تأثير دماغي وقد يكون مصدراً لمخاطر صحية عديدة من أهمها الإدمان الذي يودي بحياة ملايين من الناس سنوياً. ولكن هذا لم يمنع استهلاك الكحول في مختلف دول وثقافات العالم لآثارها المحببة عند تناولها باعتدال ومن وقت لآخر. من بين الكحول الأكثر انتشاراً نجد الجعة التي تتضمن أقل نسبة من الكحول وهي 5%، يليها النبيذ الذي يحتوي على نسبة بين 12 و 13% ثم ما يسمى بالمشروبات الروحية (سبيرتو) التي تزيد فيها نسبة الكحول عن 40%.

عرف الإنسان الكحول منذ القدم بشكل مباشر أو لا نتيجة تخمر الفواكه خصوصاً. وعرفت منطقة ما بين النهر إنتاج الكحول منذ أكثر من أربعة آلاف سنة بترك الشعير يتخمر مع الماء لينتج عن ذلك الجعة. وأخذ الكحول مكانةً في كثير من الأديان القديمة وجعل له الإغريق والرومان إلهاً هو باخوس، وبحسب الكتاب المقدس فإن نوحاً زرع العنب وأسكره، وقيل على لسان المسيح بأن قليلاً من الخمر ينعش القلوب. وكلمة كحول المستخدمة في العربية انتقلت على حالها إلى اللغات اللاتينية والغربية عموماً. والكلمة وصلت إلى العربية من لغات ما بين النهرين على الأغلب.

تؤثر الكحول على عمل الدماغ في جانبي الوعي وإدراك الوسط، ومن ثم الإحساس والسلوك. ويتناسب قدر الأثر مع كمية الكحول المستهلكة. يبدأ تأثيرها بجعل متناولها يشعر بالراحة والاسترخاء والتحرر من الخجل والانطلاق بالحديث، ولكن ردود الفعل الارتكاسية تبدأ بالتراجع. ومع زيادة الكمية يبدأ السكر حيث يظهر عدم التوافق في الحركات وعدم الترابط في التعبير الكلامي وتراجع في التنبه وبلوغ حال النعاس. كما قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة. والمبالغة في الشراب ستؤدي إلى النعاس والنوم والذي قد يصل إلى درجة الغيبوبة (الكوما) الكحولية التي قد تؤدي إلى الوفاة.

يتسرب الكحول عند تناوله إلى الدم، والكبد هو المسؤول الأول عن التخلص من الكحول (بنسبة 95%) يليه الكليتان وكذلك الرئة عن طريق التنفس حيث يطرد جزء من الكحول مع الزفير، وكذلك التعرق. وكل كأس معياري (50 سنتيليتر) من الجعة يزيد من نسبة الكحول في الدم بحدود 0.2 غرام لكل ليتر دم، هذا بالنسبة لشخص يزن نحو 75 كلغ عندما لا يكون جائعاً ولا مريضاً. ولا يكون التخلص من آثار هذا الكأس إلا بعد ساعة ونصف تقريباً. ويختلف تأثيره من شخص إلى آخر من حيث الجنس والحالة الصحية وحالة الجوع أو الشبع. ويكون تأثير الكأس في ذروته بعد ساعة من تناوله.

ساهمت مراقبة نسبة الكحول في الدم في خفض عدد وفيات حوادث السير بنسبة كبيرة. بعض الدول، منها تشيكيا وهنغاريا، قالت بأن على سائق السيارة أن يكون دمه خالياً من الكحول تماماً، ولكنها تراجعت عن ذلك لأن هناك نسبة بسيطة من الكحول موجودة في الدم بسبب التخمرات البكتيرية القائمة في الجسم حكماً!!

هذه بعض الآثار الصحية وهناك غيرها بما هو أشد، من صحي واجتماعي واقتصادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق