بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الموسيقا... دو ري مي فا صول لا سي!

متى بدأت الموسيقىى والغناء؟ لا أحد يعرف بالرغم من أبحاث كثيرة جرت للإجابة على هذا السؤال.، ولا أحد يعرف أول الآلات التي صنعها الإنسان. ربما استخدم قرن الوعل للنفخ فيه لتضخيم الصوت، وربما حدث ذلك قبل أن يتكلم الإنسان! وهل الغناء كان سابقاً للموسيقى أم غير ذلك؟ لا أحد يعلم أيضاً. كل ما أمكن العثور عليه هو قطع عظمية (سلامى) مثقوبة يمكن إحداث أصوات عبر النفخ فيها. ولكن هل كان ذلك لأجل تشكيل نغمات أم لمجرد التصفير! كل ما أمكن معرفته حتى الآن هو أن أدوات نفخ تشابه الناي مصنوعة من عاج الماموث أحدثت فيها عدة ثقوب لها أن تشكل نغمات موسيقية، عُثر عليها في أراض تقع في ألمانيا اليوم. هذا يعود إلى نحو 35 ألف سنة. بعض علماء ما قبل التاريخ يقولون بأن الغناء عرفه الإنسان في مراسم الدفن لكن ذلك لا يسمح بمعرفة متى كان هذا أول مرة، وهو أمر يصعب معرفته بالتأكيد إذ لا تترك مثل هذه الأشياء آثاراً يستدل منها.

ومع هذا فما نعرفه اليوم هو أن آلات موسيقية عديدة عرفت في الصين منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد وأن الصينيين استخدموا الكتابة الموسيقية بسلم موسيقي من خمس نوتات يبدأ من نوتة "فا" وأنهم شكلوا ما بين النغمات الأساسية والدييز سلماً من 12 نوتة، وبذلك تمكنوا من عزف مقطوعات تشارك فيها أكثر من آلة. وبالطبع عرفت حضارات أخرى الموسيقا ربما قبل الصين، مثل الفراعنة والسومريين والأوغارتيين، ولكن على الأغلب كانت تعزف على آلة واحدة مثل القيثارة، وكذلك الإغريق الذين جعلوا للغناء والموسيقى إلهاً هو "أورفي" الذي لدغَ ثعبانٌ زوجته في يوم عرسه وماتت فما كان منه إلا أن نزل إلى أعماق الأرض حيث تقيم آلهة الشر وغنى لها، فرقّ قلبها وأعادت إليه زوجته.

وكما هو معروف فإن الكتابة الموسيقية استخدمت في الأغلب لتدوين الغناء الديني وهي لتدوين نوتات متتالية في الحدة، واستخدم لترميز التتالي في الحدة الحروف الأبجدية. ولكن من أين جاءت نوتات: دو، ري، مي، فا، سول، لا، سي؟ كان هذا في القرن الحادي عشر على يد الراهب الإيطالي غيديو داريزو الذي طلب من المرتلين غناء الأغنية التالية:
Ut queant laxi
Resonare fibris
Mira gestorum
Famuli tuorum
Solve polluti
Labii reatum
Sancte Johannes


في يوم عيد القديس يوحنا، قديس المغنين والموسيقيين، وبشكل ينتقلون فيه من سطر إلى الأخر بالارتقاء بدرجة واحدة في الحدة في كل مرة. وبالنظر إلى أول حرفين من أبيات هذه الأغنية نجد ضالتنا باستثناء البيت الأول الذي استعمل فيه الحرفان Ut، وهو ما تغير لاحقاً واستبدل بالحرفين Do الآتيين من كلمة Dominus اللاتينية التي تعني "إلهنا"، وفي السطر الأخير أُخذ أول حرف من "القديس" وأول حرف من "يوحنا" الذي استبدل بـ i لسهولة اللفظ.

أما لماذا استخدم خمسة أسطر للتدوين الموسيقي فهو لغاية عملية تسهّل الكتابة والقراءة، وإن كانت الكتابة ممكنة بأربعة أسطر كما كان هو الحال مع ما يسمى بالغناء الغريغوري، وكذلك يمكن استخدام سطر واحد لبعض الآلات مثل الطبل والدف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق