بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 أغسطس 2016

الإناث والدراسات الهندسية



من المعروف أن الإناث يفضلن دراسات على أخرى وخاصة في المجالات العلمية، فالطب وتفرعاته والبيولوجيا هي اختصاصات مفضلة على اختصاصات الهندسة عموماً، إلا تلك التي لها جانب فني أكثر وضوحاً مثل العمارة والمعلوميات إلى حد ما. أما الميكانيك والإلكترونيات والهندسة المدنية والرياضيات والفيزياء والتكنولوجيا عموماً فهي ليست من المجالات المفضلة للإناث. وقد كشفت دراسة حديثة أن الطالبات في الغالب يتركن دراسات العلوم والتقانة والهندسة والرياضيات بنسبة 1.5 مرة أكثر من الطلاب الذكور، وتعزي هذه الدراسة ذلك إلى ضعف في الثقة لدى الفتيات عندما يتعلق الأمر بقابليتهن على دراسة الرياضيات وليس في قدرتهن نفسها، وهو ما يردع الطالبات عن مثل هذه الدراسات.

تابعت هذه الدراسة حالة 2266 طالباً وطالبة يدرسن في معاهد متوسطة أو في الجامعة ممن كانوا يتبعون دروساً تحضيرية في الرياضيات في الولايات المتحدة. وأظهرت الدراسة أن من كان يخطط منهم متابعة دراسته في المجالات الأربعة السابقة كانوا يلتحقون بدروس رياضيات أعلى، أو من توفر لهم مدرسون جيدون أو ممن نجحوا في اختبارات رياضيات معيارية سابقاً.

ولكن عند مقارنة الطلاب (ذكوراً وإناثاً) ممن لديهم خلفية وخبرة متماثلة فكانت الطالبات في المتوسط تتوقفن عن متابعة دروس الرياضيات بنسبة 1.5 مرة أكثر من الطلاب الذكور. وقد قدمت الطالبات سبباً لتركهن في الغالب أكثر من زملائهن، وهو أنهن لم يفهمن جيداً دروس مدخل الرياضيات على نحو جيد لكي يتابعن في الرياضيات الأعلى. وهذا السبب كان هو الأكثر تبايناً بين الذكور والإناث في التخلي عن متابعة الدراسة في المجالات المذكورة. هناك أسباب أخرى ولكن يتساوى فيها الإناث والذكور، مثل أنهم لم يحصلوا على درجات جيدة في الرياضيات التحضيرية.

كما أظهرت الدراسة أن طلاباً وطالبات يفقدن الثقة بأنفسهم بالقدر نفسه أثناء الفصل الدراسي، ولكن الإناث يبدأن مادة الرياضيات بدرجة ثقة أقل، وهذا ما تعتبره أستاذة رياضيات مشاركة في هذه الدراسة على أنه السبب الأهم. ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن معالجة هذه النقطة سيكون لها دور في زيادة تمثيل الإناث في الاختصاصات السابقة مما سيجعل نسبة عدد العاملات في هذه المجالات يصل إلى نحو 37% بدلاً من النسبة الحالية البالغة 25%. وإحدى طرائق مواجهة ذلك تكمن في تحسين تقديم دروس الرياضيات التحضيرية باعتماد ما يسمى الصفوف التفاعلية التي يشجع فيه الطالب على المشاركة عبر صفوف عدد طلابها محدود، والعمل الجماعي، وحل كل المسائل في الصف، وتلقي تغذية راجعة مباشرة في الصف من المدرس. وهذا النمط من الصفوف يزيد من ثقة الطلاب ويرتقي بأدائهم. ولكن مثل هذا يتطلب إعادة النظر في محتوى المادة نفسها التي تقدم في أغلب الجامعات بالطريقة البالية نفسها، ويحتاج إلى وقت كاف لإتقان إقامة الصفوف التفاعلية التي لن تكون ممكنة من أول مرة.

يبقى أن نقول إنه لمزيد من التفاصيل يمكن العودة إلى المقال المستمدة منه هذه المادة على هذا الرابط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق