بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 3 أغسطس 2016

الطلاق... في العالم


الأسرة هي لبنة المجتمع الأساسية، التي ترتكز أساساً على الزوج والزوجة والأولاد، أي على الزواج بين أفراد المجتمع الذي لا يزال حدثاً هاماً في حياة الناس. طقوسه وأنواعه تختلف من مجتمع إلى آخر، وهو في نهاية المطاف نوع من العقد الصريح أو الضمني بين رجل وامرأة على الحياة معاً لتأسيس أسرة والحفاظ عليها وتنميتها. ولكن هذا لا يمنع أن تقع خلافات بين الزوجين تؤدي إلى الطلاق.

والطلاق، بالرغم من أن معظم الأديان تنظر إليه على أنه أمر مكروه وبعضها تحرمه، فهو نتيجة لعوامل متعددة لا يمكن حصرها في نموذج واحد يشمل كل المجتمعات. ففي المجتمعات التي يكون الزواج هو نتيجة اتفاق بين عائلتي العروس والعريس وليس بالضرورة بالخيار المباشر للصبية والشاب مهدد بالطلاق الباكر. فنسبة الطلاق في مصر مثلاً بعد سنة أو أقل من الزواج تساوي 27% من نسبة الطلاق الإجمالية، وفي الكويت تصل إلى 35%، وفي قطر تبلغ قرابة 40%، أما في اليابان فهي لا تتجاوز 14% وفي بلجيكيا فلا تزيد عن 2.5% حيث للشاب والصبية أن يختارا بعضهما برضاهما الكامل. ولكن الأمر يتغير مع مرور السنين على الحياة الزوجية، فنسبة الطلاق بين من مضى على زواجهم عشر سنوات وأكثر تزيد عن 57% من إجمالي الطلاق في بلجيكيا، وتصبح هذه النسبة في قطر نحو 22%! ومن بين أسباب أخرى للطلاق في الدول الغنية توفر الرعاية الاجتماعية والتكافؤ في فرص العمل مما يضعف الاعتماد المتبادل ويهيئ للطلاق في حال عدم تلبية الزواج لطموحات حياة مشتركة سعيدة كما هو الحال في الدول الأوربية عموماً، وكذلك ضغط الحياة الذي يظهر وضوحاً في حياة أزواج المدن الكبيرة حيث تكون نسب الطلاق أعلى من الريف مثلاً وبشكل واضح.

الأولاد، أكبر ضحايا الطلاق

ولكن نسب الطلاق الإجمالية في الأسر تختلف في العالم على نحو كبير. ففي مصر مثلاً يحدث أن لكل 11 واقعة زواج هناك 1.9 واقعة طلاق، أي نسبة الطلاق هي 17% وفي قطر فتبلغ 33% وتصل هذه النسبة إلى 42% في الكويت. أما في اليابان فهي 36%، وفي بلجيكيا فتصل هذه النسبة إلى 71% لتحتل المرتبة الأولى في العالم، تليها البرتغال بنسبة 68% ومن ثم هنغاريا بنسبة 67%. وهو لا يقل عن 50% في معظم دول أوروبا. أما أقل دول العالم في نسب الطلاق فهي التشيلي بنسبة 3% فقط، تليها فيتنام بنسبة 4% ثم ليبيا وغواتيمالا والباهاما بنسبة 5%.

بقي أن نقول إن بعض المجتمعات تشهد تبدلات كثيرة من أبرزها الزواج. فالأجيال الجديدة في أوروبا تعيش وتبني أسراً وتنجب أولاداً بلا عقد زواج. فعقد الزواج بالنسبة لهم هو وثيقة لا قيمة لها، تؤثراً سلباً على الحياة الزوجية وتعقد الأمور كثيراً في حال الانفصال. وبالفعل فقد تراجع الزواج في بلجيكيا من 7.1 واقعة زواج لكل ألف نسمة في عام 1960 إلى 3.8 في عام 2012!

ملاحظ: الأرقام المذكورة مأخوذة من تقارير الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق