بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 أغسطس 2016

سويسرا.. دوماً على الحياد

كانت سويسرا في القرن السادس عشر كونفدرالية تضم مجتمعات تتحدث الفرنسية والألمانية والإيطالية. أوقعت فرنسا بالكونفدرالية هزيمة منكرة في معركة مانيانو عام ١٥١٥ فاتجهت الكونفدرالية بعد ذلك نحو الحياد وتخلت عن سياساتها التوسعية وعملت على تجنب الصراعات.

غزت فرنسا تحت حكم نابليون بونابارت الكونفدرالية السويسرية عام ١٧٩٨ وجعلت منها دولة موحدة تابعة للامبراطورية واستمرت تبعية سويسرا لفرنسا حتى عام ١٨٠٣ حين انسحبت الجيوش الفرنسية منها.

اجتمعت القوى الأوروبية العظمى في مؤتمر فيينا عام ١٨١٥ الذي حددت فيه حدود الدول الأوروبية، وخلصت هذه القوى إلى نتيجة تقضي بأن سويسرا محايدة يمكن أن تلعب دور منطقة عازلة بين فرنسا والنمسا وتساهم في استقرار المنطقة، وأقر المؤتمر الحياد الدائم لسويسرا.

حافطت سويسرا على موقفها المحايد خلال الحرب العالمية الأولى فحشدت جيشها واستقبلت اللاجئين ولكنها رفضت الانحياز لأحد طرفي الحرب، وقامت عصبة الأمم المتحدة عام ١٩٢٠ بالاعتراف بحياد سويسرا بشكل رسمي وجعلت جنيف مقراً لها.

خضعت سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية لضغوطات كثيرة ووجدت نفسها محاطة بقوى المحور ولكنها نجحت في الحفاظ على استقلالها وحيادها وبقيت على علاقات تجارية مع ألمانيا النازية.

أخذت سويسرا بعد الحرب العالمية الثانية دوراً أكثر فاعلية في الشؤون الدولية عن طريق دعمها للمبادرات الإنسانية وحافظت على حيادها التام فيما يتعلق بالشؤون العسكرية، فلم تلتحق بحلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي ولم تنضم إلى الأمم المتحدة حتى عام ٢٠٠٢ وهي بالرغم من حيادها الدائم لا تزال تحافظ على جيش قوي لأهداف دفاعية وتطالب ذكورها الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٤ بخدمة عسكرية بدوام جزئي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق