بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 أغسطس 2016

قواعد اللغة العربية - الكفاف > ‎ أسماء الأصوات

 أسماء الأصوات
فريد البوز
     أسماء الأصوات: كلمات مبنيّة، خاطب بها العربُ الحيوانَ وصغار الأطفال. مثل: [حاي] لزجر الإبل، و[نَخْ نخ] لإناختها، و[بسّ] لتسكينها عند حلبها، و[عَدَسْ] لزجر البغل، و[هَجْ] لزجر الكلب، و[كِخ] لزجر الطفل(1).
     أو قلّدوا بها أصوات الحيوان والأشياء؛ فقد حاكَوا صوت وقع الحجر مثلاً، فقالوا: [طَق]، وصوت الضرب، فقالوا: [طاق]...
     تنبيه:      
     يقف النحاة حين يبحثون في أسماء الأصوات، عند مسألة الاشتقاق منها، فيذكرون أن العرب اشتقت من ذلك مصادر وأفعالاً... وأنهم قالوا: عَيَّط الصبيانُ، وطقطقوا بالحجارة، وجَهْجَهَ القومُ بالسَّبُع...
     وقد اطّرحنا ذلك ولم نعرض له بالبحث، إذ كانت علاقته باللغة لا ببحوث القواعد. وإن منهجية البحث لتوجب التفريق بينهما، وقد أخذنا بما توجبه هذه المنهجية.

*        *        *

 

نماذج فصيحة من استعمال أسماء الأصوات
   ·   قال القلاخ (شرح المفصل 4/85):
مُعاوِدٌ للجوعِ والإمْلاقِ         يَغضَبُ إن قال الغرابُ: [غاقِ]
     [غاقِ]: حكاية صوت الغراب.
   ·   وقال بيهس الجرمي:
ألا ليت شعري هل أقولنْ لبغلتي      [عَدَسْ] بعد ما طال السِّفارُ وكَلَّتِ
     [عدسْ]: اسم صوت لزجر البغال.
   ·   وقال الراجز (الخزانة 6/48):
إذا حملتُ بِزّتي على عَدَسْ          على التي بينَ الحمارِ والفَرَسْ
     فما أبالي مَنْ غَزا ومَنْ جَلَسْ
     يلاحَظ أن الراجز سمّى البغلة باسم الصوت الذي تُزجر به، والمعنى: إذا حملتُ بزتي على البغلة التي يقال في زجرها [عدس]...

العودة إلى الأبحاث

 


1- ما يزال الكثير من أسماء الأصوات التي جاءتنا عن العرب مستعملاً في عصرنا، ففي الخطاب يقال اليوم: [كخ-نخ-بسّ-حاي-حاء]، وفي زجر الكلب يقال: [هشت=هج]. ويقلبون القاف همزة فيقولون في تقليد صوت وقع الحجر: [طَأْ]، وفي تقليد صوت الضرب: [طاءْ]، وقد يجمعون بينهما فيقولون: [طاءْ وطِيءْ].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق