بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 مارس 2017

جنة عدن... أين هي؟

هي الجنة التي عاش فيها آدم وحواء إلى أن ذاقا ثمرة شجرة معرفة الحسن والسيئ مخالفين بذلك الأمر الإلهي، فهبطا إلى الأرض أو خرجا من الجنة إلى غير رجعة.

وفي اللغة العربية يعني تعبير "عَدَنَ بالمكان" أي أقام فيه، و"عدَنَ البلاد" أي توطنها. وعَدْن هي مصدر عَدَنَ. وأصل هذه الكلمة هو ربما من اللغة السومرية التي تعني فيها هذه الكلمة "قاطن السهوب"، ولها معنى مشابه في الأكادية. وفي العبرية التي كتب فيها التوراة فهي تعني "أرض الملذات". وهي توصف بوفرة خضرتها وندرة أشجارها وبأنهارها التي يختلف وصفها بحسب الديانات السماوية.

أما مكانها فالبعض يشير إلى وجودها على الأرض، وآخرون يقولون بأنها في السماء. ومن قالوا بأنها وجدت على الأرض، فيشيرون إلى أماكن مختلفة لموقعها وإن كان هناك إجماع على أنها كانت موجودة في الشرق الأدني، سوريا أو العراق أو لبنان اليوم. والبعض يربطها بأسطورة جلجامش ويقول بأن مكانها يجب أن يكون في جبل أرارات. وبحسب الأساطير السومرية فإن مكانها هو في جزيرة دلمون (البحرين حالياً)، التي كانت توصف بأنها المكان التي تشرق منه الشمس أو أرض الأحياء. وأسطورة الخلق البابلية تؤكد على ذلك وتسمي جزيرة دلمون بالجنة المفقودة، وهذه الكتابات تصف جمالها بشكل مفصل. ولا ينسى البعض قول إن جنة عدن هذه ومكانها قد اندثرا بتأثير الطوفان.

ولكن الجنة أخذت تعريفاً آخر مع كتاب العهد الجديد المسيحي، حيث أصبحت مكاناً يقطنه المباركون، وله نظير يقطنه الملعونون، من الأموات في الحالتين. ويذهب بعض علماء الإناسة للاعتقاد بأن جنة عدن لا يجب اعتبارها مكاناً جغرافياً وإنما مكان "لعصر بسيط" حيث كان الناس يعيشون على الكرم الإلهي (الصيادون وقاطفو الثمار) في مقابل من كان يشقى بحرث الأرض التي لم يكن الاعتماد عليها آمناً. وهي في كل الأحوال صورة عن حياة كانت أفضل من تلك التي نحياها الآن باعتقاد الناس، أي نوع من الحنين إلى ماض لا أمل في عودته.

وهذا لا يمنع أحد الكتاب (الأمريكية آن درويان) من القول بأن هذه الجنة كانت سجناً لا يمكن الهروب منه، وهو تحت المراقبة على مدار الساعة، ... وليس لآدم وحواء فيها من أطفال، وهما ولدا فيها بالغين (أي بلا طفولة)، وليس لهما أمٌّ تحبهما ويحبانها، ولا أب يرهبهما بصوته الأجش!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق