بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 مارس 2017

مؤشر السقف الزجاجي... للمرأة العاملة

نشرت مجلة الإيكونيميست نتائج "مؤشر السقف الزجاجي" الخاص ببيئة عمل المرأة لعام 2016 في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (الدول الغنية في العالم). وتسمية "السقف الزجاجي" تعني أنه السقف أو الحد الأقصى الذي لا يمكن تجاوزه بخصوص الفجوة القائمة بين الرجل والمرأة في العمل.

يعتمد هذه المؤشر على بيانات تتعلق بـ: التعليم العالي، والمشاركة في العمل، والراتب، وكلف رعاية الأولاد، وحقوق الأمومة والأبوة، والترشح لمدارس الأعمال، والتمثيل في الوظائف العليا. تجمع العلامات الخاصة بكل بند من البنود السابقة في مقياس واحد يظهر أفضل حظوظ المرأة في معاملة متساوية مع الرجل في أماكن العمل. وهو جمع موزون ينسب إلى مجموع القيم العليا لنحصل على وسطي على شكل نسبة مئوية تخص كل دولة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.


أظهرت الصورة الإجمالية لعام 2016 أنه لا تغير كبير في مسألة عمل المرأة في الدول المتطورة اقتصادياً. فقد كان 60% من النساء يشاركن في العمل في عام 2005، والنسبة حالياً هي 63% (في حين أن نسبة الرجال لم تتغير وهي 80%). ونسبة قليلة من النساء تمكنّ من الصعود إلى درجات ومناصب أعلى. ونسبة النساء في الوظائف العالية ذات الرواتب الجيدة هي أقرب إلى الثلث منها إلى النصف. والفجوة بين الرجال والنساء إلى ازدياد فيما يتعلق بالرواتب، فلا يزال راتب المرأة يساوي 85% من راتب الرجل وسطياً من أجل الوظيفة نفسها.

ولكن البيانات تختلف من دولة إلى أخرى، فبلاد الشمال الاسكندنافية هي الرائدة في مجال المساواة في العمل. فحظ المرأة في هذه الدول في الحصول على شهادة جامعية أكثر من الرجل، ومن ثم في الحصول على عمل. وهن يشكلن بين 30-44% من مجالس إدارة الشركات، مقارنة مع 20% في مجموع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي تشرين الأول من العام الماضي كانت نسبة النساء في البرلمان الأيسلندي 48%. وفي عموم الدول الاسكندنافية فإن كرسيين من خمسة في البرلمان تحتلها النساء. أما في كوريا الجنوبية واليابان وتركيا فإن الأمر ليس على هذا النحو. فنسبة النساء في برلمانات هذه الدول لا تتعدى 15%. و 2% فقط من مديري الشركات في كوريا الجنوبية من النساء. و35% من النساء التركيات يشاركن في القوة العاملة على المستوى الوطني، وبالكاد 16% من النساء حصلن على شهادة جامعية.


إن التقدم في مجال المساواة بين الجنسين في مجال العمل ينحو لأن يعتمد على نفسه، أي ليدفع نفسه بنفسه. ففي أيسلندا -وهو البلد الأول في العالم في ردم الفجوة بين الرجل والمرأة- نظمت النساء العاملات في تشرين أول الماضي مظاهرة على شكل خروج مبكر من العمل للفت الانتباه إلى أن الفارق في الراتب بين الذكور والإناث هو في الوسطي 14%. لذا، فإذا كانت النساء اليابانيات، كما جاء في مقال الإيكونيميست، يردن أن يفعلن مثل الأيسلنديات فعليهن الخروج من وظائفهم على نحو أبكر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق