بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 مارس 2017

جلالات رضية الدين... السلطانة الأولى في التاريخ

هي سلطانة الدولة المملوكية الهندية التي كانت عاصمتها دلهي، وهي ابنة السلطان المملوكي ألتتميش، ولدت عام 1205. حكمت السلطنة بين تشرين الثاني عام 1236 وأمضت أربع سنوات على كرسي الحكم إلا قليلاً، عندما قتلت في تشرين الأول عام 1240 ولما تتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر. هي السلطانة الوحيدة في تاريخ مماليك الهند الذي استمر حتى مطلع القرن السادس عشر. وهي المرأة الوحيدة مع شجرة الدر في التاريخ الإسلامي التي تسنمت سدة الحكم بلقب سلطانة لأربع سنوات. فشجرة الدر لم يدم حكمها سوى ثمانين يوماً، وكان ذلك في عام 1252.

وبالرغم من أن أباها أوصى بها خليفة له بعد موت أخيها نصر الدين محمود عام 1229. إلا أن أخاها، من أبيها، ركن الدين فيروز شاه جلس على العرش لمدة سبعة أشهر، وذلك من خلال متنفذي القصر والحكم. ولكنه قتل في حرب قادتها حاشية ألتتميش المملوكية الأصل، وطالبت برضية الدين لتكون السلطانة، وهذا ما كان عام 1236. فهي حفيدة قطب الدين آيبك، في حين أن ركن الدين فيروز لم يكن كذلك.

كان أبوها قد أمر بتدريبها على إدارة الحكم منذ نعومة أظافرها. فأظهرت فطنة وحنكة جعلتها المفضلة لدى والدها، هذا غير تدربها على حمل السلاح وقيادة الجيش. فقد أدارت البلاد بين عام 1230 و1231 خلال غياب أبيها في إحدى حملاته، ساعدها على ذلك أحد وزرائه المخلصين. حققت في ذلك نجاحاً دفع بأبيها لأن يوصي لها بالحكم من بعده. وبحسب أحد مؤرخي تلك الفترة من معاصريها، فقد كانت سلطانة حكيمة، عادلة محبة للعلم، تحترم رعاياها، ومقاتلة موهوبة، ولها كل الصفات التي يحتاجها ملك.
قطع نقود باسم السلطانة رضية

لكن رضية كانت تحب مالك اختيار الدين، الذي كان حاكماً لمقاطعة باتيندا التابعة لسلطنة دلهي. وكانا يعرفان بعضهما منذ الطفولة. وكانت تحبه حباً جماً. إلا أن البعض أوغر صدره بزعم أن رضية كانت على علاقة بخادمها الخاص. فدفعت الغيرة بمالك ليثور على رضية بغية استعادتها. وأسرها وسجنها في حصن حيث كان يزورها دائماً، وانتهى الأمر بزواجهما.
رسم لقبر رضية يعود إلى القرن التاسع عشر

وبينما كانت في باتيندا مع زوجها، احتل أخوها معز الدين بهرام العرش، الذي حاولت استرداده مع زوجها مالك، لكنهما خسرا المعركة أمام معز الدين ولاذا بالفرار، ليقعا في يد فلاحين من شمال الهند الذين قتلوهما.


كل هذه المداولات إنما كانت بتدبير الحاشية من المماليك، وبضغط أحياناً من النبلاء المحليين. فالمماليك كان حكمهم بلا قاعدة شعبية فهم غرباء عن الأرض والبلد. كان حكمهم حكماً بالقوة، بجيش يتلقى راتباً ويتبع من يدفع له، والحاشية كانت من بين الدافعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق