بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 مارس 2017

الإيزيدية ... والإيزيديون

الطاووس الملاك
الإيزيدية هي من أولى الديانات التوحيدية. ظهرت في المنطقة المعروفة بكردستان وفي القوقاز وأرمينيا وجورجيا. وللإيزيدية كتابان مقدسان (فقدت نسخهما الأصلية)، أولهما كتاب التجلي والثاني هو الكتاب الأسود. يصف الأول العلاقة الخاصة بين الطاووس الملاك والإيزيديين، أما الكتاب الأسود فيصف خلق الكون، والملائكة السبعة الكبار، والقوانين التي على الإيزيديين احترامها واتباعها. أما الطاووس الملاك فهو سيد الملائكة، وهو خليفة الله، أوكل الله إليه مع الملائكة السبعة مهمة رعاية الكون بعد خلقه.


إيزيديون في ماردين في القرن التاسع عشر
لدى الإيزيديين نظام طبقات تراتبية على رأسها الأمير، يليه مباشرة البابا الإيزيدي، والكهنة. والكهنة أيضاً طبقات. وكذلك المجتمع يضم ثلاث طبقات هي طبقة الشيوخ، ثم طبقة البير (الكهول) ثم طبقة المريدين وهم عامة الناس. وكل طبقة تحافظ على نفسها. تشتمل الطقوس الدينية على خمس صلوات يومياً. مثلهم في ذلك مثل المسلمين والزرادشتيين، وهم مثل هؤلاء الأخيرين يتوجهون نحو الشمس في صلواتهم. الشمس مصدر الضوء والدفء والحياة التي خلقها الله، وهي أعظم مخلوقاته. وفترات الصوم كثيرة أهمها الصوم الذي يبدأ مع بداية كانون الثاني ويستمر لأربعين يوماً. ويقدمون أضحية الثور. يوم عطلتهم هو الأربعاء مثل الزرادشتيين، وأعيادهم كثيرة. مكانهم المقدس الذي يحجون إليه يقع في منطقة لالش في إقليم نينوى في العراق. حيث دفن الشيخ عدي بن مسافر، أهم مصلحي الديانة الإيزيدية في القرن الثاني عشر، وواضع كتاب التجلي. يؤمنون بالتقمص وبعودة روح المتوفي في جسد مولود جديد، أي أنهم يعتقدون بفناء الجسد وأبدية الروح.
إيزيدي بملابسه التقليدية في مطلع القرن العشرين

يبلغ عدد الإيزيديين قرابة 800 ألف شخص، 600 ألف منهم في العراق، ونحو 180 ألف في روسيا وجورجيا وأرمينيا. وهناك جالية كبيرة في ألمانيا والولايات المتحدة وكذلك كندا. احتُلت منطقة سنجار التي يقطنوها في العراق عام 2014 من قبل داعش، وراح ضحية ذلك قرابة 600 إيزيدي وخطف منهم المئات، تعرضت النساء منهم إلى شتى أنواع الهمجية.

يقول الإيزيديون بأن تاريخهم يعود إلى 6767 عاماً (2017)، أي أنهم سابقون للإسلام بأكثر من خمسة آلاف سنة. أما أصل كلمة إيزيدي فحولها خلافات واجتهادات. البعض يقول إن أصلها مشتق من الإيرانية القديمة من كلمة "يزاتاه" التي تعني الملاك أو الكائن السامي ... ربما! ... مع هذا يجب عدم الخلط بينهم وبين اليزيديين، فهؤلاء طائفة مسلمة لها جذور شيعية دون أن تبتعد كثيراً عن السنة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق