بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 مارس 2017

برُّ الزنج... زنجبار

ليس المقصود بذلك المدينة اليمنية التي تقع على شواطئ المحيط الهندي، وإنما أرخبيل زنجبار المحازي لتنزانيا والمؤلف من قرابة خمسين جزيرة، معظمها جزر صغيرة إلا اثنتان هما جزيرة أنغوجا المعروفة باسم زنجبار وجزيرة بمبا. ولهذه الجزر نوع من الاستقلال عن تنزانيا التي تبعد عن جزيرة زنجبار بين 25 و 50 كيلومتراً.. مساحة جزر الأرخبيل لا تزيد عن 2500 كيلومتر مربع. وعدد السكان أكثر من 1.3 مليون نسمة بقليل. يعتمد اقتصادها على التوابل والزراعات البحرية التي تصدرها إلى اليابان، للطعام ولصناعة الأدوية. ناتجها الإجمالي المحلي قرابة مليار دولار.

جزء من زنجبار القديمة وقصر السلطان
سميت زنجبار نتيجة ما اعتاد التجار في عهد الدولة العربية من تسميتها ببر الزنج، إلى أن جاء البرتغاليون فاستعمروها وأطلقوا عليها الاسم العربي نفسه ولكن بالتركيب اللغوب اللاتيني فكان "زنج بر" أو "زنجبار". وقد عرفت هذه الجزر عبر التاريخ، إذ قدمها اليونانيون وسموها "منوثياس". ولكن الحركة فيها والسفر إليها لم تنشط إلا في العصر العربي، للتجارة والهجرة. فقد استعملت كقاعدة للسفر بين الشرق الأوسط والهند وأفريقيا. وأقاموا فيها حامية وبنوا دفاعات محصّنة ومساجد ومعابد زرادشتية. بقي فيها البرتغاليون لقرابة قرنين، وإن حكموها في القرن الثاني من تنزانيا. وعند وصولهم إليها وجدوا فيها جماعات من العرب المستقلين في هذه الجزر أغلبهم من منطقة عمان الحالية. عيّن البرتغاليون حكاماً أوربيين فيها وساء ذلك سكان الجزر فاستنجدوا بعرب عُمان وأصبح الأرخبيل تحت سيطرة سلطنة عمان بعد مغادرة البرتغاليين. وفي عام 1832 نقل سعيد بن سلطان عاصمته من مسقط إلى مدينة زنجبار التي أصبحت من أهم مدن تجارة العبيد والتوابل. وبعد وفاته، حكم أحد أبنائه عُمان والثاني استمر في حكم زنجبار. وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبحت محمية بريطانية كمعظم دول المنطقة، واستمر ذلك حتى عام 1963، ليتابع حكمها السلطان جامشيد بن عبد الله لبضعة أشهر قبل أن تسقطه ثورة عام 1964 الذي أعلنت فيه الجمهورية الشعبية لزنجبار وبمبا، وأصبحت جزءاً من تنزانيا مع استقلال ذاتي. يسكن زنجبار الجزيرة اليوم السواحلييون والبانتو من الأفارقة ونسبة من العرب والهنود. ويتكلمون السواحلية التي هي لغة البلاد. معظم سكانها من المسلمين مع نسب من المسيحيين والهندوس. يحكم الجزيرة حكومة وطنية ومجلس نواب ورئيس، وفيها أحزاب سياسية عدة.
السياحة في زنجبار


عاصمة هذا الأرخبيل، كانت ولا تزال، مدينة زنجبار (زنجبار سيتي) التي صنّفت اليونسكو مركزها ضمن الإرث الإنساني. فالبناء في هذا المركز غني بتنوعه، وهو خليط من العمارة الأفريقية السواحلية والعربية والفارسية والهندية والأوروبية. وبسبب هذا الأرث فهذه المدينة مركز جذب هام للسياحة التي أخذت تشكل مورداً هاماً من موارد اقتصاد هذا الأرخبيل ... وعلى من يود زيارتها أن يعلم أن الشهر الأكثر حرارة هو شهر شباط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق