بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

قناة السويس، مشروع قديم قدم التاريخ

سمح وصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط ،عبر ما يسمى بقناة السويس، بخفض كلف نقل البضائع بين الشرق والغرب. وقدم لمصر عائداً مالياً يعتبر اليوم المصدر الثالث في تأمين القطع الأجنبي للحكومة المصرية. هذه القناة هي بطول 193 كم ويتراوح عرضها بين 280 و 345 متراً، وعمقها بحدود 22 متراً. ويعتقد الكثيرون أن مشروع وصل البحرين ببعضهما بدأ في عام 1859 وانتهى بعد عشر سنوات، ولكن الأمر غير ذلك تماماً.

فوصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط ليس فكرة من أفكار القرن التاسع عشر. وهي تعود إلى أيام الفرعون سيزوستريس الثالث في القرن التاسع عشر قبل الميلاد الذي أمر على الأرجح بحفر قناة تصل البحر الأحمر بالفرع الشرقي من نهر النيل في دلتا النيل. وهذه القناة حفرت بالتأكيد في القرن الثاني عشر قبل الميلاد أثناء حكم الفرعون رمسيس الثاني. وأعيد ترميمها بعد ستة قرون. وهذه القناة كانت منجزة في أيام الملك داريوس (550-486 قبل الميلاد) بطول 200 كم. وقد طلب داريوس أن يذكر ذلك على الشواهد في أرجاء مملكته. يقول الملك داريوس: 
"أنا فارسي. وفي غير فارس فقد فتحت مصر. وأمرت بحفر قناة بين هذا النهر الذي يسمى النيل وذلك البحر الذي يبدأ بأرض فارس. وعندما تم حفر هذه القناة كما أمرت، ذهبت سفن من مصر إلى فارس، كما أردت".

رممت القناة مرة أخرى في أيام بطليموس الثاني، فرعون مصر في القرن الثالث قبل الميلاد. وأعيد ترميمها وردمها مرات عديدة، وآخر ترميم لها كان في أيام عمر بن العاص عام 640، وسميّت "بقناة أمير المؤمنين". ودمرت نهائياً في أيام الخليفة المنصور في القرن الثامن بأمر من الخليفة.

وفي القرن السادس عشر طالب تجار البندقية بحفر قناة بين البحرين بعد أن فقدوا تجارة التوابل بين الشرق وأوروبا نتيجة سيطرة التجار البرتغاليين عليها، الذين كانوا يستخدمون لذلك المرور من جهة رأس الرجاء الصالح. وبالفعل فقد أرسلت جمهورية البندقية رسالة إلى السلطان العثماني مراد الثالث تتمنى عليه حفر القناة لما فيه مصلحة الجميع. وبالفعل، أعطى السلطان أوامره بفتح هذه القناة التي بدأ العمل فيها عام 1586، ولكن الحرب اندلعت مرة ثانية بين الأتراك والفرس، وهذا ما أثقل على الميزانية مما اضطر العثمانيين إلى التخلي عن المشروع.

بقي أن نقول إن أناساً كُثر فقدوا حياتهم عبر التاريخ في عمليات حفر هذه القناة والقناة الحالية، وقلما سجل التاريخ الظروف اليومية لحياة هؤلاء البؤساء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق