بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

القمر البدر الكبير



نرى القمر بدراً في منتصف كل شهر قمري. فهو تابع للأرض، يدور حولها، نراه بأطوار (منازل) مختلفة. وسبب رؤيتنا للقمر هو سقوط أشعة الشمس عليه. تحجب الأرض هذه الأشعة عنه جزئياً أو كلياً أو لا تحجب شيئاً. وهذا الحجب يكون في أول الشهر، فالقمر مختفٍ تماماً في كل أول الشهر، ويقال عنه "محاق". وفي كل يوم يزداد ما يظهر منه، فهو هلال في الأيام الأولى، وهو في منتصفه عند ربع الشهر، وهو من ثم بدر في منتصف الشهر، بعدها يأخذ في الاختفاء رويداً رويداً. لذلك سنراه في منتصفه بحلول ثلاثة أرباع الشهر، ولكنه النصف المكمل للنصف الذي نراه في ربع الشهر. ومن ثم يعود هلالاً في الربع الأخير من الشهر ولكن بتقوس معاكس لهلال أول الشهر.


والقمر يدور حول الأرض بمسار إهليلجي على شكل قطع ناقص. والقطع الناقص هو دائرة ضغطت قليلاً من طرفيها. ويمكن الحصول على شكل منتظم للقطع الناقص بتثبيت دبوسين على قطعة ورق مقوى، ومن ثم تثبيت طرفي خيط عند هذين الدبوسين. طول الخيط كيفي. بعد ذلك يمكن شد الخيط بقلم رصاص، وتحريك القلم على قطعة الورق المقوى والخيط مشدود. الرسم الناتج هو القطع الناقص. موقع الدبوسين نسميهما بمحرقي القطع الناقص.

وفي حالة القمر والأرض، فإن الأرض تكون دائماً في أحد المحارق. وعليه فيمكن أن نرى القمر بأحد منازله السابقة، ولكن بعده عن الأرض سيكون مختلفاً بحسب وضع القمر على مساره حول الأرض. وفي الواقع فإن بعد القمر عن الأرض يتراوح بين 356 ألف كم (الوضع الأقرب) و 407 ألف كم (الوضع الأبعد). وعليه فعندما يكون القمر بدراً، وهو على مسافة 356 ألف كم، سنراه أكبر مما هو عليه عندما يكون بدراً في الطرف الأبعد. والواقع أننا سنراه أكبر بمقدار 12%.

وهذا ما حدث يوم 29 آب عام 2015. وسيتكرر حدوثه أيضاً في 28 أيلول القادم وكذلك يوم 27 تشرين أول ... فعلى من يريد رؤية البدر الكبير ألا ينسى هذين الموعدين، وسيكون منظر القمر أجمل عندما يكون على مستوى الأفق حيث سنرى تضاريسه بأوضح ما يمكن للعين المجردة.

بقي أن نقول إن هذه الظاهرة تتكرر سنوياً حيث يقترب القمر البدر من الأرض ولكن دون أن يكون في الأقرب. بعض المواعد القادمة للبدر الكبير: 14 تشرين الثاني لعام 2016 ثم في الثاني من كانون الثاني عام 2018، ثم في 21 كانون الثاني عام 2023....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق