بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 سبتمبر 2015

ما الذي يجعل الكواكب والنجوم كروية؟

بقيت أسطورة أن الأرض مسطحة عهوداً وعهود، ولم يعرف الإنسان أنها كروية إلا في مراحل متقدمة من وجوده على الأرض. يقول البعض إن هذا يعود إلى زمن فيثاغورث الإغريقي في القرن السادس قبل الميلاد، وربما إلى قبل ذلك بعدة قرون. وقام المصري إراتوستن بحساب محيطها بين القرن الثالث والثاني قبل الميلاد بتقريب مقبول. واستمر الأمر على هذا الحال، بين مصدق ومكذب لذلك بين الناس، حتى التقطت أول صورة باهتة للأرض من السماء في عام 1967 بما لا يمكن لأحد أن يرفض ذلك.

كواكب ونجوم كروية
ولكن السؤال هو: لماذا تكون الأرض كروية وكذلك الكواكب والنجوم أيضاً، وليس أي شكل آخر؟ لنتذكر أن الكون مليء بالأجرام وبما لا يمكن حصره. فحول المجموعة الشمسية هناك حزام كويبر وغيوم أورت المليئة بالمذنبات بأعداد هائلة. وليست كل هذه الأجرام كروية، وفي معظمها فهي بلا شكل هندسي، منتظم أو تقريبي، وإنما أشكالها لا ناظم لها. والسبب في ذلك أن جاذبية هذه الأجسام ضعيفة لا تسمح لها بانتظام أشكالها.

وبالفعل، فإن الكواكب هي كروية لأن حقل جاذبيتها يقوم بفعله كما لو أنه منبعث من مركز الكتلة ويشد كل شيء إليه، إنه نوع من الآبارالجاذبة. وهذه الكواكب بكتلتها الكبيرة وقلوبها السائلة والحارة تتصرف كما السوائل، بمعنى أنها عبر فترة طويلة من الزمن تستسلم مكوناتها لتأثير جاذبية المركز. وهذا هو السبب الوحيد لجعل مكونات الكتلة تقترب بأكثر ما يمكن من مركز الجاذبية. ويطلق على هذه العملية اسم "الضبط السكوني المتساوي"، الذي يؤدي إلى تشكل أجسام كروية.

نيزك مفلطح غير منتظم
وهذه الخاصية نرى تأثيرها بطريقة أوضح مع زيادة كتلة الكوكب، إذ تقل الارتفاعات على ظهر الكوكب مع زيادة كتلته. فأعلى ارتفاع على سطح الأرض هو نحو 10 كم، أما على ظهر المريخ الأصغر من الأرض (قطر المريخ يساوي نصف قطر الأرض) فأعلى ارتفاع يبلغ 22.5 كم. وشرط الكروية أو الاقتراب منها هو أن ألا يقل قطرها عن 20 كم، ودون ذلك تكون قوة جاذبيتها ضعيفة لمواجهة المقاومة الميكانيكية للجرم، ومن ثم فلا تتكور وتبقى أشكالها كيفما اتفق.

هناك تعليق واحد: