بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 19 سبتمبر 2015

حادثة تونغوسكا

تمثل حادثة تونغوسكا (Tunguska) الدخول الوحيد لنيزك كبير إلى المجال الجوي الأرضي الموجود عنه شهادات مباشرة. وقد حدث هذا الدخول في صباح ٣٠ حزيران ١٩٠٨ بعد الساعة السابعة بقليل وصفه رجل كان يجلس على شرفة مركز تجاري في فانافارا السيبيرية على بعد يقارب 70 كيلومتراً من مركز الانفجار، فقال إنه قُذف من كرسيه فجأة وشعر بارتفاع هائل في درجات الحرارة جعلته يظن أن قميصه يحترق كما قال إنه شاهد السماء وكأنها انقسمت نصفين غطت النيران الجزء الشمالي منها، وقال إنه سمع فرقعة في السماء ثم صوت اصطدام ضخم تبعه ضجيج يشبه صوت أحجار متساقطة من السماء أو صوت طلقات نارية.

وبالرغم من أن الارتطام حدث عام ١٩٠٨، إلا أن البعثة العلمية الأولى إلى المنطقة تأخرت ١٩ عاماً. فقد قام ليونيد كوليك أمين مجموعة النيازك في متحف سانت بيتسبورغ بقيادة بعثة إلى تونغوسكا عام ١٩٢١، ولكن الظروف المناخية الصعبة حالت دون وصولهم إلى موقع الانفجار، وفي عام ١٩٢٧ تمكن كوليك من قيادة بعثة جديدة وصلت إلى هدفها.

أحجم السكان المحليون في البداية عن إعطاء كوليك أية معلومات تتعلق بالحادثة اعتقاداً منهم أن الانفجار هو نتيجة غضب أحد آلهتهم وهو إله النار "أوغدي" الذي لعن المنطقة فحطم الأشجار وقتل الحيوانات فيها. ولكن دلائل كثيرة كانت موجودة: فقد كانت هناك ملايين الأشجار الواقعة على طرفها مشكلة نمطاً دائرياً شعاعياً مبتعداً عن مركز الانفجار.

ثم تمكن كوليك بعد عدة بعثات إلى تونغوسكا، من إقناع السكان المحليين بالتحدث عن مشاهداتهم ومنهم الشخص الذي كان يجلس على شرفته في فانافارا وقت وقوع الحادثة.



اهتزت الأرض، وسجلت البارومترات الحساسة هذه الهزة وصولاً إلى انكلترا، وتشكلت سحب كثيفة فوق المنطقة على ارتفاعات عالية عكست أشعة الشمس من فوق الأفق، فتوهجت السماء الليلية وذكرت تقارير أن سكان مناطق بعيدة كآسيا تمكنوا من قراءة الصحف في الخارج حتى منتصف الليل، أما محلياً فقد نفقت مئات حيوانات الرنة.

دراسات عديدة جرت لمعرفة كنه هذا الانفجار، قالت آخرها أن نيزكاً انفجر على ارتفاع يتراوح بين 6 و 10 كيلومترات قطره نحو 50 متراً ويزن قرابة 62 ألف طن دخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة تبلغ حوالي 50 ألف كم في الساعة، وتسبب بارتفاع درجة حرارة الهواء المحيط 20 ألف درجة مئوية ثم تفتت بتأثير الضغط والحرارة في الساعة ٧:١٧ بتوقيت سيبيريا المحلي مشكلاً كرة نارية ضخمة وكانت الطاقة المنبعثة تكافئ حوالي ١٨٥ قنبلة هيروشيما. ولا توجد حفرة اصطدام لأن النيزك استُهلك معظمه في الانفجار.


المصدر الرئيس للمعلومات: موقع ناسا

هناك تعليق واحد: