بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

وباء الرقص!

أصيب بعض قاطني مدينة ستراسبورغ الفرنسية في تموز ١٥١٨ بدافع مفاجئ إلى الرقص خارج عن سيطرتهم. بدأت هذه الهستريا عندما شرعت امرأة اسمها Frau Troffea بالرقص والدوران في شوارع المدينة واستمرت على حالها هذه لمدة تقارب الأسبوع، ثم تبعتها مجموعة أخرى من سكان ستراسبورغ. ومع حلول شهر آب، كان وباء الرقص قد أصاب حوالي ٤٠٠ شخصاً.


لم يجد أطباء ذلك الوقت تفسيراً للظاهرة وظنوا أن علاج الإصابة وطرد الحمى يتمان بدوران المصاب ورقصه، وبعد فترة بدأت آثار الرقص المستمر تظهر، فقد انهار عدة راقصين بسبب الإرهاق، وتوفي بعضهم نتيجة أزمات قلبية ولم تنته الواقعة الغريبة حتى أيلول عندما سيق الراقصون إلى مقام في أعلى الجبل لشفائهم!


قد تبدو جائحة الرقص هذه أسطورة، ولكنها موثقة بشكل جيد في سجلات القرن السادس عشر، وهي ليست الحادثة الوحيدة من نوعها، فقد حدثت وقائع مماثلة في كل من سويسرا وألمانيا وهولندا مع أن القليل منها كانت بهذا الحجم أو الفتك، وقع آخرها في مدغشقر عام 1863.


ما السبب الذي قد يدفع الناس للرقص حتى الموت؟ يعود السبب، بحسب المؤرخ جون والر، إلى أن سكان ستراسبورغ كانوا في تلك الفترة يعانون من المجاعة والأمراض وكانوا يؤمنون بخرافة القديس سان فيتوس الذي بإمكانه أن يلعن الناس فيصيبهم بوباء الرقص، ويظن المؤرخ أن هذه الخرافة قد تكون حرضت على هستيريا ناجمة عن الإجهاد والضغط سيطرت على المدينة. اقترحت نظريات أخرى أن الراقصين كانوا أعضاء في مذهب ديني أو أنهم تناولوا خطأ الارغوت وهو فطر قاتل ينمو على حبوب الجاودار الرطبة يسبب تشنجات وهلوسات!... يقول المحللون النفسيون أن احتمال أن تتكرر مثل هذه الحوادث في عصرنا الراهن ضئيل للغاية أو معدوم بالأحرى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق