بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 سبتمبر 2015

قصة تمثال فينوس دي ميلو

يعتبر تمثال فينوس دي ميلو من أشهر نماذج النحت الإغريقي، وهو يتميز بغياب ذراعيه ويُعتقد أنه يمثل أفروديت إلهة الحب والجمال عند الإغريق والتي يعرفها الرومان باسم فينوس.

اكتشف العمل الفني عام ١٨٢٠ حامل راية في سلاح البحرية الفرنسية كانت سفينته راسية في مرفأ جزيرة ميلوس في بحر إيجه واسمه Olivier Voutier، قرر فوتييه يوماً الذهاب إلى الشاطئ والبحث عن الآثار، وبينما هو يحفر قريباً من آثار مسرح قديم، لاحظ مزارعاً محلياً يجمع أحجاراً من حائط قريب لاستخدامها كمواد بناء وعلم أن المزارع عثر أثناء جمعه للأحجار على النصف العلوي من تمثال امرأة.
قدر فوتييه أن التمثال قد يكون مهماً، فتعاون مع المزارع على إخراج القسم الأسفل من التمثال من مكان قريب. أخبر فوتييه رؤساءه عن الاكتشاف واقتنى الفرنسيون العمل الفني الذي أصبح يعرف بفينوس دي ميلو لقاء مبلغ بسيط نسبياً. وصل التمثال إلى فرنسا عام ١٨٢١ وقُدِّم إلى لويس الثامن عشر الذي وهبه لمتحف اللوفر وهناك يقيم حتى اليوم.



عرض المتحف التمثال في البداية على أنه تحفة من الحقبة اليونانية الكلاسيكية، غير أن الاعتقاد السائد اليوم هو أن التمثال يعود إلى حوالي عام ١٠٠ ق.م أي في الفترة الهيلنستية، وقد شكل التمثال من كتلتين رخاميتين منحوتتين ركبتا على بعضهما البعض، ويبلغ ارتفاعه مترين من الرأس إلى القدمين وقد نفذه الفنان Alexandros of Antioch الذي لا يعرف عنه إلا الشيء القليل.
أما بالنسبة لأطراف التمثال الناقصة، فقد سادت لفترة طويلة مزاعم تقول إنها كسرت عام ١٨٢٠ أثناء صراع بين بحارة فرنسيين وعثمانيين على شاطئ ميلوس كانوا يتنافسون على اقتناء العمل الفني، ولكن معظم الباحثين اليوم يعتقدون أن ذراعي التمثال كانا مفقودين عندما عثر عليه فوتييه والمزارع، (كما يعتقدون بضياع مجوهرات معدنية كانت تزين ذراعي التمثال ورأسه وأذنيه قديماً، إضافة إلى الطلاء الملون على وجهه وشعره ولباسه). وتبقى هناك تكهنات كثيرة تتعلق بوضعية التمثال الأصلي، وتقترح الأدلة أنه كان يحمل يوماً تفاحة بيده اليسرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق