بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 سبتمبر 2015

التدخين الإلكتروني


ليس لذلك علاقة بتقانات المعلومات والاتصالات التي اشتهرت عبرها كلمة الإلكتروني، حيث حرضت هذه التقانات تسميات مثل التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية والحكومة الإلكترونية. أما التدخين الإلكتروني أو السيجارة الإلكترونية فلا علاقة لها بذلك، وفي بدايتها (عام 2005) لم تكن تتضمن أي شيء إلكتروني، أما اليوم فهي إلكترونية فعلاً. بعضها يتضمن معالجاً صغيراً، وبعضها قادر على التواصل مع الحاسوب في نسخها الأخيرة. لذا فهي اليوم سيجارة إلكترونية E-cig بجدارة. في بعض نسخها، شكلاً مماثلاً للسيجارة المعروفة، أو السيجار أو الغليون.

يطلق على فعل استخدامها اليوم "إطلاق البخار" بدلاً من "التدخين"، ويقال عن ذلك بالإنكليزية vaping بدلاً من smoking. وعملية البخار تحدث في هذه السيجارة حالياً بتسخين سائل (التبغ) بواسطة مقاومة كهربائية. المخترع الأول ومطورو الأجيال المختلفة لهذه السيجارة هم صينيون. وهذه السيجارة تنتج في الأغلب في الصين.

يستنشق المدخن البخار الناتج عن التسخين مع حلالاته. وهذا التسخين يمكن أن يكون بطلب المدخن مباشرة، أو آلياً وفق إيقاع الاستنشاق الذي سيحرّض تسخين المقاومة الكهربائية. وفي هذه الحالة الأخيرة تتطلب السيجارة إلكترونيات عالية التكامل. وأياً ما كان، فإن هذا التسخين يتم بفضل بطارية كهربائية موجودة داخل السيجارة الإلكترونية.

وهذا الدخان يشبه في الشكل دخان السيجارة العادية ولكنه بلا رائحة إلا إذا كان السائل المسخّن يحتوي على عطور التبغ، أو روائح أخرى بحسب العطور المستخدمة. كما يتضمن السائل نسباً مختلفة من النيكوتين لمنح شعور مصطنع مماثل لأثر السيجارة العادية.

تشير بعض الدراسات الميدانية إلى أن مدخني هذه السيجارة هم بالأصل مدخنون للتبغ، أي أنها لا تستهوي غير المدخنين. من جهة أخرى لا يوجد حتى الآن دراسات كافية تحدد أثر هذه السيجارة على الصحة. بعض الدراسات تخفف من الأثر لسلبي لهذه السيجارة والبعض الآخر يحذر من وجود النيكوتين السيء السمعة. وآخر الدراسات المنشورة عام 2015 من قبل أحد المخابر السويسرية الذي عرّض أرانب مخبرية لدخان هذه السجائر وتبين ضعف هذه الأرانب لاحقاً للأمراض الرئوية والرشح وكذلك إضعافها لنظام المناعة لدى الفئران.

ولكن هذا لا يمنع أن بعض الدول منعت تداولها مثل الأرجنتين والبرازيل وسنغافورة. وهناك دول تسمح باستخدامها بشرط أن تقل نسبة النيكوتين في سائل التبخير عن نسبة محددة في معظم الدول الأوربية، وفي بعض الدول على هذه النسبة أن تساوي الصفر كما هو الحال في كندا، التي تضع شروطاً على تداولها الذي يجب أن يكون بمراقبة السلطات الرسمية. بعض الدول تعتقد أن مثل هذه السيجارة قد تكون طريقاً للتخلي عن سيجارة التبغ السيئة فعلاً.

ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو: ولماذا التدخين سواء كان إلكترونياً أو تبغاً طبيعياً؟

هناك تعليق واحد: