بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 يونيو 2015

شدو البلابل


البلبل طير من الطيور المغردة التي تضم أنواعاً كثيرة غير البلبل. ويسمى أيضاً بالعندليب. وهو طير مهاجر يعيش في أوروبا وفي جنوب غربي آسيا، ويمضي شتاءه في أفريقيا.  وهو من أقدم الطيور صائدات الذباب. طوله حوالى 15 سنتيميتر وألوانه تختلف من منطقة
إلى أخرى، وفي الأشهر هو بُني الظهر أحمر الذيل رمادي البطن. الذكر فيه يشابه الأنثى، وليس كبعض الطيور الأخرى مثل طائر الجنة (للمزيد). يعشعش في شقوق الجدران وعلى ذرى الأشجار، وبقرب الأرض في المناطق الكثيفة النبات. يأكل الديدان والحبوب.
 
اشتهر هذا الطير بصوته العذب، وهو بالفعل من أجمل الأصوات المعروفة في الطبيعة. أعداد هذا الطائر في تناقص كبير حيث بينت إحدى الدراسات أن أعداده تناقصت في العام 2008 إلى 53% مما كانت عليه في العام 1998 في بريطانيا مثلاً، بسبب المبيدات الحشرية في الأغلب، لذا يجب بذل جهد حقيقي للحفاظ على هذا الطائر ومنع انقراضه.

تغنى الشعراء بشدو هذا الطائر، وتحدث عنه هوميروس في الأوديسة حيث تتحول فيولوميلا إلى بلبل بعد أن تنتقم من مغتصبها ومعذبها تيروس، وزوج شقيقتها. وحول هذا الموضوع كتب الشاعر الروماني أوفيد أفضل قصائدة بعنوان "التحولات". وفي القرن السادس عشر كتب شكسبير يقارن الحب بأغنية البلبل. كما كتب الشاعر الألماني شيلر في كتابه "دفاعاً عن الشعر": "الشاعر هو بلبل يجلس في الظلمة ويغني للتعبير عن عزلته بأصوات عذبة؛ وسامعوه رجال طربوا بألحانه كموسيقي خفي، يشعرون أنهم يتحركون خفافاً، بدون أن يعرفوا أين ولماذا".
 
غناء هذا الطائر شديد التنوع، وقد أحصى الدارسون عدد الألحان التي يغرد بها البلبل بأكثر من 250 لحناً متمايزاً. عند عودة هذا الطائر من أفريقيا إلى مواطنه الصيفية يقوم الذكر بالغناء ليلاً، بأكثر مما يغني في النهار، محاولاً في ذلك مغازلة الأنثى القريبة منه. ولكن دراسة حديثة أجراها باحثون ألمان وجدوا أن الأنثى تفهم من غنائه قدرته على الأبوة والاعتناء بالصغار، وعليه تقبل بالزواج منه أو لا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق