بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 يونيو 2015

سباق استكشاف القمر

كانت المركبات الأولى لاستكشاف القمر في الخمسينيات من القرن العشرين بدائية نسبياً، ولكن تكنولوجيا الفضاء تطورت بسرعة كبيرة ولم يفصل بين طلعات التحليق الأولى حول القمر وخطوات نيل أرمسترونغ على سطحه سوى عقد واحد من الزمن.
في كانون الثاني من عام ١٩٥٩، طارت مركبة (لونا ١) السوفييتية الصغيرة قرب القمر على مسافة ٥٩٩٥ كم. ومع أن (لونا ١)  لم تطأ سطح القمر كما كان مزمعاً لها، إلا أن مجموعة التجهيزات العلمية التي كانت تحملها أظهرت لأول مرة أن القمر لا يمتلك حقلاً مغناطيسياً. أصبحت (لونا ٢) في وقت لاحق من عام 1959 أول مركبة فضائية ترتطم بسطح القمر ثم قامت بعثة (لونا ٣) بالتقاط أول صور ضبابية للطرف البعيد من القمر.
وفي عام ١٩٦٢ أنزلت ناسا أول مركبة فضائية لها على سطح القمر وهي (رانجر ٤)، وكانت بعثات رانجر تشبه المهمات الانتحارية، فقد كانت المركبات مصممة بحيث تتوجه إلى القمر مباشرة وتلتقط أكبر عدد ممكن من الصور قبل تحطمها على سطحه. لم تتمكن (رانجر ٤) من الحصول على أية معلومات علمية قبل الاصطدام بالطرف الأبعد من القمر ولكن (رانجر ٧) تمكنت بعدها بسنتين من التقاط أكثر من ٤٠٠٠ صورة خلال ١٧ دقيقة قبل تحطمها على السطح. أظهرت الصور الملتقطة في بعثات رانجر أن سطح القمر خشن وأبرزت وجود تحديات في العثور على موقع هبوط سلس .
في عام ١٩٦٦ تغلبت مركبة (لونا ٩) على العقبات الطبوغرافية للقمر وأصبحت أول مركبة تهبط بشكل سلس على سطحه، وكانت المركبة الصغيرة تحمل تجهيزات علمية وتجهيزات اتصالات وتمكنت من التقاط صورة بانورامية للقمر من على سطحه. أُطلقت (لونا ١٠) في وقت لاحق من العام نفسه وأصبحت أول مركبة فضائية تنجح في الدوران حول القمر.

حملت المسابر الفضائية المسّاحة Surveyor space probes بين عامي ١٩٦٦-١٩٦٨ كاميرات لاستكشاف تضاريس سطح القمر إضافة إلى تجهيزات تأخذ عينات من التربة وتحلل طبيعة الصخر والتراب على القمر، وهي أول مركبات لناسا تقوم بهبوط مُسَيَّر على سطح القمر. ثم قامت ناسا في عامي ١٩٦٦ و١٩٦٧ بإطلاق عربات مدارية صممت لتدور حول القمر وترسم سطحه تحضيراً لهبوطات بشرية مستقبلية وقامت خمس بعثات لمثل هذه العربات المدارية بتصوير ٩٩ بالمئة من سطح القمر.



في ٢٠ تموز ١٩٦٩، أصبح نيل أرمسترونغ وباز ألدرين أول شخصين يصلان إلى القمر في مركبتهما أبولو ١١. وبحلول عام ١٩٧٢ كانت ٥ بعثات أخرى و١٢ رجلاً قد زاروا القمر.
تحول اهتمام برامج الفضاء الرئيسية عن القمر بعد النجاحات الكبيرة في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين ثم عادت ناسا في عام ١٩٩٤ وركزت على القمر من جديد. فنجحت بعثة كليمانتاين برسم خريطة لسطح القمر باستخدام موجات ذات أطوال متنوعة تتراوح بين الأمواج تحت الحمراء والأمواج فوق البنفسجية. وفي عام ١٩٩٩ دار المنَقِّب القمري Lunar Prospector حول القمر بحثاً عن أدلة محتملة عن وجود جليد في قطبي القمر وأعاد رسم خريطة سطحه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق