بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 يونيو 2015

رسائل آينشتاين في المزاد



حرر آينشتاين الكثير الكثير من الرسائل، منها رسائل إلى زوجته الأولى التي بقيت في زيورخ مع ولديهما قبل وبعد انفصالهما، وكذلك رسائل إلى ولديه هانس ألبرت وإدوارد الصغير الذي كان يعاني من مرض الشيزوفرانيا. كما كتب رسائل عادية إلى أصدقائه يعبر فيها عن أفكاره الشخصية الخاصة بمواضيع مختلفة في السياسة والدين ومواقفه من استخدام السلاح النووي. وكتب رسائل إلى أقرانه من العلماء بخصوص مواضيع كانوا يعملون عليها معاً.

اختفى معظم هذه الرسائل وخاصة الشخصية منها، فقد أتلفت زوجته الأولى كل رسائله، وكذلك فعل ولداه جزئياً، فعلاقته بأسرته لم تكن دائماً على ما يرام. فابنه إدوارد بقي في زيورخ ولم يلتحق بأبيه الذي هاجر في ثلاثينيات القرن الماضي إلى الولايات المتحدة، وكان إدوارد يوجه اللوم لأبيه لتخليه عنه وعن والدته. أما ابنه هانس ألبرت فقد هاجر إلى الولايات المتحدة بناء على إصرار أبيه ولكنهما عاشا متباعدين.

وقد جرى بيع 27 رسالة من رسائل آينشتاين في مزاد علني في كاليفورنيا يوم الخميس 11 حزيران الحالي (2015) بمبلغ 420 ألف دولار، من مالك مغفل إلى مشترين مغفلين.

وأهمية هذه الرسائل تكمن في أنها تعطي صورة عن أفكار آينشتاين في قضايا ليست علمية بالضرورة. ففي إحدى الرسائل كان يحث ابنه هانس ألبرت على الاهتمام بموضوع الهندسة في الرياضيات نظراً لأهميته في التحصيل العلمي. وفي رسالة أخرى يواسي صديقة اكتشفت مؤخراً خيانة زوجها. وفي رسالة أخرى يكتبها لعمه في عيد ميلاده السبعين يذكره بالهدية التي قدمها له هذا العم والتي كانت عبارة عن لعبة مبنية على محرك بخاري كان لها أثر بالغ في اهتمامه بالعلوم.

وفي رسالة أخرى يرفض آينشتاين ما كان يقال عنه بأنه ملحد وقال: لقد قلت مراراً وتكراراً أن فكرة وجود إله شخصي هي فكرة طفولية". وكتب إلى شخص تراسل معه حول موضوع الله مرتين في أربعينيات القرن الماضي: "يمكنك أن تسميني لاأدرياً (agnostic)، ولكني لا أشاطر النفس القاطع لملحد عتيد ... إني أفضل حالة من التواضع تقابل ضعف فهمنا الفكري للطبيعة ولوجودنا نحن البشر".

وفي رسالة كتبها عام 1920 جواباً على سؤال عما كان عليه شكله (لم تكن الصور منتشرة كثيراً في ذلك الوقت)، فأجاب:
اسمحوا لي أن أعلمكم بأني ذو وجه شاحب وشعر طويل، وكرش صغير. إضافة إلى ذلك، أسير بتردد وأنا أدخّن السيجار... أحمل دائماً قلماً في يدي أو جيبي. ولكن لا التواء في الساقين ولا ثآليل على اليدين، وعليه فإني وسيم إلى حد ما، وكذلك لا شعر على اليدين كما هو الحال لدى الرجال القبيحين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق