أنثى (يمين) وذكر (يسار) أحد أنواع طيور الجنة |
عرفت طيور الجنة عن طريق الغرب منذ أن التقى ماجلان وبحارته بهذه
الطيور في القرن السادس عشر. رسمها الفنانون، وتاجر جامعو الطيور بجلودها ولكن
عدداً محدوداً فقط من الناس رآها رأي العين حيّة في بيئة طبيعية. فأعشاشها الخشنة
البعيدة في الأغصان العالية جعلتها عصية على التصوير حتى جاء مشروع طيور الجنة.
أما معاودة الاهتمام بهذه الطيور مؤخراً فقد كانت نتيجة التقاء مصور الطبيعة والأدغال الصحفي تيم لامان مع طالب دراسات عليا في جامعة كنساس
اسمه إد سكولز كان يدرس طيراً من طيور الجنة من عائلة الببغاوات في تحضيره لشهادة
الدكتوراه. سخّر الاثنان إمكاناتهما لتنظيم حملة استكشاف عام 2004، وكانت حملتهما إلى غينيا الجديدة ناجحة
جداً وكان عملهما واعداً وهذا ما حدا بهما لتنظيم حملة ثانية عام 2007.
وفي عام 2007، كانا قد
التقطا صوراً لنصف أنواع طيور الجنة. لقد كان ذلك إنجازاً هائلاً ومهمة لا يمكن
تركها في منتصف الطريق. وبتمويل من مخبر كورنل ومجلس الحملات الجغرافية الوطني
والدولي، فقد استمرا في تنظيم حملات إلى أقاصي غينيا الجديدة.
وفي عام 2011 أنتهى
تيم من تصوير الأنواع التي كانت مدرجة على لائحته. استغرق كل ذلك ثماني سنوات قاما
خلالها بثماني عشرة رحلة ونظما أكثر من 51 معسكراً، وصعدا مئات الأشجار، وأقاما عشرات
الستائر للاختفاء وراءها، وسجلا آلاف الفيديوهات، وأمضيا وقتاً في الميدان مدته
أكثر من سنة ونصف، والتقطا قرابة 40 ألف صورة.
من الجوانب الرائعة في العلم هو أن هناك دائماً شيء جديد يمكن تعلمه. ففي
نهاية المشروع، ومن بين الأشياء الذي تعلهما الباحث هي أن إناث طيور الجنة تراقب الذكور من زاوية محددة.
ولفهم العروض التي يقدمها الذكور على نحو صحيح فإن هذا يتطلب رؤية ما تراه الإناث. وقد سمحت كاميرا
متقدمة لهما بتصوير هذا المشهد لنوع واحد من الأنواع التسعة والثلاثين يمكن مشاهدته على هذا الرابط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق