بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 17 يونيو 2015

صابون الغار الحلبي


يصنع صابون الغار الحلبي بطريقتين: الطريقة الساخنة والطريقة الباردة.
وفي الطريقة الساخنة يوضع زيت الزيتون مع الماء مع القلي (ماءات الصوديوم) في قدر كبير من النحاس على موقدة كبيرة تبقى مشتعلة مع تحريك المزيج لمدة ثلاثة أيام يتفاعل خلالها الزيت مع الماء مع القلي  ليتشكل إثرها صابون سائل كثيف. النسب التقريبة للمواد المستعملة هي 70% من الزيت، و10% من القلي، و 20% من الماء.

وفي نهاية الأيام الثلاثة يضاف زيت الغار بمقادير تحدد ما يسمى "عيار الغار"، ونسبة زيت الغار قد تصل إلى 40% من كمية زيت الزيتون المستخدمة. يمزج زيت الغار مع الصابون السائل. بعدها يسكب المزيج على أرض مستوية لها شكل قالب كبير بعمق بضعة سنتميترات، وضع عليها ورق معالج بالشمع. وعند سكب الصابون السائل يقوم العمال بتسوية سطح المزيج ويقومون أيضاً بالسير على الصابون المسكوب واضعين على أقدامهم ألواحاً خشبية بغية جعله أكثر نعومة وتجانساً عن طريق الضغط المتشكل من أوزانهم.
تقطيع الصابون

تستغرق عملية التبريد والتنعيم يوماً كاملاً. تجري بعدها عملية تقطيع القالب الكبير إلى قطع صغيرة ذات حجم بحيث يمكن للأفراد استخدامها في الاغتسال، وكذلك يجري وضع ختم المصنع على كل قطعة من هذه القطع.
تُصفُّ بعد ذلك مكعبات الصابون بأشكال اسطوانية أو مستقيمة تحتوي على فتحات كثيرة لضمان تهوية جيدة للصابون، وذلك في مستودعات أو أقبية حيث تترك لمدة لا تقل عن ستة أشهر لتجف على نحو مقبول. ومن الأفضل ترك الصابون لفترات طويلة حتى يكتمل جفافه.

وفي أثناء ذلك تجري عمليات كيمائية محدثة تغيرات عديدة في الصابون، أولوها وأهمها أن القلي الذي لم يتفاعل مع الزيت أثناء عملية التصبن سيتفتت عبر عملية تفاعل بطيئة مع الهواء. كما أن الرطوبة الموجودة في الصابون ستتضاءل جاعلة بذلك الصابون أكثر قساوة مما يسمح ببقائه وتخزينه لمدة أطول. كما أن القشرة الخارجية تكتسب لوناً أصفراً باهتاً في حين أن الداخل يحافظ على لونه الأخضر.

اما صناعة الصابون بالطريقة الباردة، فتستخدم عند الرغبة في إضافة مواد عطرية. وهذه الطريقة لا تعني عدم الحاجة إلى الحرارة ولكن لا يصل الأمر إلى الغليان كما هو الحال في الطريقة الساخنة، كما أنه يجب في هذه الحالة حساب نسبة زيت الزيتون إلى القلي بدقة لإنجاز عملية الصوبنة. يمكن استخدام هذا الصابون بعد عدة أيام من صناعته ولكن من الأفضل الانتظار لعدة أسابيع لتخفيف أثر القلي الذي يمكن أن يكون مزعجاً لأصحاب البشرة الحساسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق