بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

التايتانيك غيرقابلة للغرق!

هزت حادثة غرق باخرة التايتانك أضخم وأفخم باخرة في وقتها العالم وهي التي رُوِّج لها على أنها “غير قابلة للغرق”. بدأت التايتانك رحلتها من ساوثامبتون في انكلترا في ١٠ نيسان ١٩١٢ وتوقفت في شربورغ في فرنسا وفي كوينستاون في إيرلاندا قبل التوجه إلى نيويورك التي كان يفترض أن تكون محطتها الأخيرة، ولكن الباخرة لم تبلغ هدفها، فقد اصطدمت قبل منتصف ليلة ١٤ نيسان بقليل  بجبل جليدي مما أدى إلى غرقها في أقل من ساعتين مودية بحياة ١٥٠٢ من الركاب وأفراد الطاقم.
حظيت القضية باهتمام العالم بأسره، وكان ضحايا الحادثة ينتمون إلى أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا وأستراليا وأفريقيا.



تبع الحادثة احتجاج دولي قوي استجابت له القوى البحرية العالمية بسرعة، فأرسلت الولايات المتحدة سلاحها البحري ليقوم بدوريات في شمال الأطلسي بحثاً عن الجبال الجليدية ويذيع التحذيرات المتعلقة بذلك. وفي عام ١٩١٣ عُقِد أول مؤتمر حول سلامة الحياة في البحر وُضِعَت فيه معايير عالمية حسَّنت السلامة أثناء ركوب البحر بشكل كبير، فبعد أن كانت السفينة تايتانيك لا تحمل ستر نجاة تكفي ركابها وطاقمها، أُلزمت السفن بعد الحادثة بتوفير سترة نجاة لكل راكب وفرد من طاقمها. وتعهدت ١٣ دولة باقتسام تكاليف مراقبة الجليد في شمال الأطلسي وأنشئت دورية الجليد الدولية وهي منظمة تعنى بمراقبة جبال الجليد في المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي وتبث المعلومات حول مواقعها، ومنذ إنشاء هذه الدورية لم تسبب جبال الجليد أية حوادث. من جهة أخرى عدل تصميم السفن فأصبحت هياكلها أكثر قوة لتجنب اختراقها وإغراقها في حال اصطدامها بأجسام كالجبال الجليدية

لقد حرضت حادثة غرق التايتانك أو سرَّعت إدخال التحسينات على تصميم السفن وإجراء تغييرات في أنظمة السلامة البحرية وهي تغييرات كان العالم بحاجة إليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق