بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 يوليو 2015

بلوتو، رحلة إلى تخوم المجموعة الشمسية


أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بالأمس (14 تموز لعام 2015) نجاح مهمة مركبة الفضاء "نيو هورايزونز"، أي الآفاق الجديدة، في الاقتراب من كوكب بلوتو، وهو أبعد كواكب المجموعة الشمسية، بعد رحلة بدأت عام 2006. وبذلك تكون الرحلة قد استغرقت تسع سنوات ونصف. وزن المركبة 500 كيلوغراماً، وأطلقت بسرعة 60 كم في الثانية لكي تصل إلى بلوتو في زمن معقول، ذلك أن بلوتو يبعد عن الأرض أكثر بثلاثين مرة من بعد الشمس عن الأرض.حلقت المركبة قرب الكوكب الصغير، وكانت تدور بسرعة 14 كم في الثانية، وبعثت برسالة استغرق وصولها إلى الأرض أربع ساعات وخمس وعشرين دقيقة قاطعة بذلك مسافة 4.7 مليار كيلومتر في الفضاء. تضمنت الرسالة صوراً عالية الدقة تتيح رؤية الكوكب عن كثب، وهي صور التقطت عن مسافة 12 ألف كيلومتر من سطح الكوكب. وفي كل الأحول فإن هذه الرحلة تمثل إنجازاً هندسياً هائلاً، إذا لم يكن لهذا المسبار أن يتحرك في الفراغ بحرية مطلقة، وإنما كان عليه اتباع مسار عبارة عن ممر في الفضاء لا يتجاوز عرضه 100 كم، ولو خرج هذا المسبار عن الممر لضاع في الفضاء إلى غير رجعة. وسينتظر الباحثون حتى نهاية 2016 للحصول على كل المعلومات التي يريدونها عن هذا الكوكب. سيمهد هذا النجاح لحقبة جديدة في مجال استكشاف الفضاء.
New image of Pluto from New Horizons
كان هذا الكوكب قد اكتشف من قبل الفلكي الأمريكي كلايد تومبوغ عام 1930، ولكن مساره المغزلي وسلوك هذا الكوكب الغريب جعله في موقع بين بين، بين الكوكب والكويكب. ولكن حسم الأمر ضد اعتباره كوكباً كامل الأهلية نظراً لضعف جاذبيته وعدم قدرته على تنقية مداره من الأجرام المجاورة له. ولكنه مع هذا له غلافه الجوي ويدور حول الشمس، وهو يقع على الحد الفاصل بين المجموعة الشمسية وحزام كويبر. يحتاج هذا الكويكب إلى 248 سنة لإكمال دورة واحدة حول الشمس. وهو كويكب جميل للغاية بحسب علماء الفلك. يبلغ نصف قطره 1185 كم من خلال عمليات الرصد الأرضية، ولكن الصور التي أرسلت قد تكشف أن نصف قطره أكبر من المتوقع نظراً لأن غلافه الجوي أكثر كثافة مما هو متوقع وهذا يخلق ظاهرة سراب مماثلة للسراب الأرضي تخدع المناظير الفلكية.
أتاحت الصور الأولى تأكيد وجود قطب متجمد يغمره الجليد والميتان والآزوت، أما غلافه الجوي فيكثر فيه الآزوت بأكثر مما كانت تتوقع الدراسات والتوقعات. وهنا تكمن الفائدة من مثل هذا الإنجاز العلمي المتمثلة في معرفة كيفية تشكل المناخ عموماً وهو ما تتيحه دراسة هذا الكويكب.
والاقتراب من بلوتو سيتيح اكتشاف المنطقة الثالثة المعروفة "بحزام كويبر"(للمزيد) الذي يحتوي على عدد هائل من النيازك وبقايا الكواكب من أيام تشكل المجموعة الشمسية قبل 4.5 مليار عام. وهنا الفائدة الثانية من هذه الرحلة التي ستسمح بتحقيق فهم أفضل لكيفية تشكل المجموعة الشمسية، لأن هذا الكويكب يقع على تخوم المجموعة الشمسية تماماً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق