بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

العسل.. مدة صلاحية لا تنتهي!

كثيراً ما وجد علماء الآثار أثناء تنقيبهم في المقابر المصرية أوانٍ تحتوي على عسل لا يزال محفوظاً وصالحاً للتناول مع أنه يعود إلى آلاف من السنين مضت، وفي ذلك شهادة حية على طول مدة صلاحية العسل.

هناك عوامل متعددة تساهم في منح العسل صفة العمر المديد أهمها التركيب الكيماوي للعسل نفسه، فالعسل في النهاية سكر، والسكريات استرطابية (ماصة للرطوبة) أي أنها تحتوي القليل جداً من الماء في حالتها الطبيعية وهي تستطيع أن تمتص الرطوبة بسرعة إن تركت مكشوفة. والعسل في حالته الطبيعية ذو رطوبة منخفضة للغاية، وتستطيع قلة قليلة جداً من البكتريا أو الأحياء الدقيقة الاستمرار في الحياة ضمن هذا المحيط وسرعان ما تموت قبل أن تتمكن من إفساد العسل.

والعسل من جهة أخرى وسط حمضي له (ph = 3 - 4.5) وتعمل هذه الحموضة على قتل كل شي تقريباً ويجعل إمكانيات الحياة للبكتريا والأحياء المفسدة فيها ضعيفة جداً.

يحتوي الرحيق وهو المادة الأولية التي تجمعها النحلات لصناعة العسل على نسب عالية من الماء تتراوح بين ٦٠-٨٠ بالمئة ولكن النحلات تقوم أثناء صناعتها للعسل بإزالة الرطوبة وتجفيف الرحيق عن طريق الرفرفة بأجنحتها، كما أن هذه النحلات تحمل في معدتها أنزيماً يدعى أكسيداز الغلوكوز، تقوم بخلطه مع الرحيق في أقراص العسل، ويؤدي هذا الخلط إلى تفكيك الرحيق إلى مركبين ثانويين: حمض الغلوكونيك وبيروكسيد الهيدروجين، يكافح بيروكسيد الهيدروجين نمو الأحياء الضارة ولهذا استخدم العسل عبر قرون طويلة كعلاج طبي لالتهابات الجروح فهو سميك لا يسمح بنمو البكتريا والأحياء الضارة ويحتوي على بيروكسيد الهيدروجين وهو يعمل كضماد طبيعي للجروح والحروق. وتشير الألواح الطينية السومرية أن العسل كان يستخدم في ٣٠٪ من الوصفات الطبية وكان قدماء المصريين يستخدمون العسل الطبي بانتظام ويصنعون دهوناً ومراهم لعلاج أمراض الجلد والعين. ويبدو أن ختم إناء العسل، هو العامل الأخير الأساسي في منح العسل عمراً مديداً فهو ليس خارقاً أي أنه يفسد إذا ترك مكشوفاً في مكان رطب، ويلزم لتجنب فساد العسل أن يبقى مغطى دون إضافة أي ماء، فعلى من يرغب بالاحتفاظ بالعسل لمئات السنين أن يصنع كالنحل ويحفظه في إناء مقفل!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق