بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يوليو 2015

فرضية ألفاريز وانقراض الديناصورات


الفاريز الأب والابن والمنطقة الفاصلة الغنية بالإيريديوم
تقول فرضية الفاريز بأن الانقراض الجماعي للديناصورات والعديد من الكائنات الأخرى، مرده إلى الأثر الذي خلّفه اصطدام كويكب كبير بالأرض منذ حوالى 65 مليون سنة. يسمى العصر الذي جرى فيه هذا الانقراض بالعصر الطباشيري الباليوجيني. وتشير الأدلة إلى أن مكان الاصطدام كان في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
وهذه الفرضية هي باسم لويس الفاريز الأب والابن والتر، أعلنا فرضيتهما عام 1980. الابن مختص في علوم الأرض والكواكب، أما الأب فهو فيزيائي مشهور وحائز على جائزة نوبل للفيزياء لعام 1968.
ولكن هذه الفرضية لم تكن الوحيدة في مسألة انقراض الديناصورات. فهناك من قال إن السبب ثورة بركانية عمت الأرض ولم تترك لهذه الكائنات فرصة في الحياة.

ولكن في عام 2010 انكب 41 عالماً على دراسة 20 عاماً من الدراسات والمقالات، وأقر هؤلاء العلماء بفرضية ألفاريز، وأن الاصطدام قد حدث فعلاً، وأن الجسم الصادم يبلغ قطره 6.2 كم وأن الطاقة التي تولدت عن هذا الاصطدام تزيد عن طاقة مليار قنبلة نووية مثل تلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي، أو ما يعادل مليوني مرة للطاقة المتحررة من أكبر قنبلة نووية.
مكان الاصطدام في شبه جزيرة يوكوتان
ولكن كيف أقيم الدليل على هذه الفرضية؟ كان ذلك عن طريق معرفة أن نظائر الإيريديوم في الكويكبات كانت مماثلة لتلك الموجودة في الطبقة الفاصلة للعصر الطباشيري الباليوجيني، وهذه النسبة مختلفة تماماً عن النسبة الموجودة في القشرة الأرضية. ووجدت أيضاً نظائر أخرى في هذه الطبقة الفاصلة مماثلة للنظائر الموجودة في الكويكبات مثل تلك التي ضربت الأرض. توصل علماء آخرون ممن تابعوا العمل على التحقق من هذه الفرضية إلى أن مكان الاصطدام كان في شبه جزيرة يوكوتان حيث الحفرة الكبيرة التي تسمى بحفرة تشيكوسولوب حيث كان التركيز الأكبر لمخلفات هذا الكويكب.
أما تقدير الفترة فيستند إلى تاريخ الاضمحلال الإشعاعي للأرغون، وتقدر الأبحاث أن هذا الاصطدام حدث قبل 6603800 سنة بخطأ قدره 11000 سنة. أما الديناصورات فلم تختفي في يوم الصدمة، ولكن ذلك استغرق 33 ألف سنة! كان ذلك بسبب التغيرات البيئة الناجمة عن غيوم الغبار وأبخرة الكبريت والمطر الحامضي التي حجبت أشعة الشمس لعدة سنوات نجم عنها توقف عمليات نمو النبات ومن ثم انقراض طيف كبير من الحيوانات النباتية ومن ثم تلك اللاحمة التي كانت تعيش على افتراس الحيوانات النباتية. ولكن المخلوقات الصغيرة التي تعتمد في غذائها على البقايا والفتات كان حظها أوفر في البقاء ومتابعة الحياة إلى حين انفراج الغمّة... فجبروت الضخم القوي لا يضمن له البقاء بالقدر الذي تضمنه قابلية التكييف للصغير المتواضع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق