بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 4 يوليو 2015

حكواتي الحارات القديمة

بقيت تجربة الحكواتي لفترة طويلة سبقت ظهور الراديو والتلفاز فعاليةً ترفيهيةً أساسيةً يقصدها الناس ليبتعدوا عن همومهم اليومية ويقضوا وقتاً مسلياً يعيشون فيه تفاصيل حياة مُتَخَيًّلة يأخذهم إليها القاص بمهارة وعفوية.
والحكواتي شاعر وممثل ومؤرخ وقاص بآنٍ واحد. يجلس في القهوة مواجهاً جمهوره، حاملاً الكتاب في يده، ويقص عليهم أخبار أبي زيد الهلالي أو عنترة بن شداد أو الزير سالم أو غيرهم. يعتمد على ذاكرته في سرد أحداث الحكاية حيناً، ويقرأ أحياناً أخرى، وتتخلل روايته لأحداث القصة مقتطفات من الشعر والنكت والتعليقات. وهو يستخدم أدوات الرمز والهجاء والموسيقا والإشارات اليدوية وتعابير الوجه ليقدم مشهداً بصرياً ساحراً يشد المستمع. كما يلعب الحكواتي دوراً ثقافياً هاماً فهو يقدم مع حكاياته دروساً أخلاقية وعبراً إلى جانب الدور الترفيهي له.

http://www.dimasharif.com/2013/07/al-hakawati-story-teller-tradition.html

والحكايات التي يقصها الحكواتي هي قصص حماسية تكرس الخصال المحمودة ومكارم الأخلاق من شجاعة وكرم ووفاء ومروءة وصدق، وتفاصيل القصة ليست ثابتة، بل قابلة للتعديل حسب رد فعل الجمهور وتفاعله مع الأحداث. ويروي الحكواتي القصة على دفعات أو أجزاء يومية وغالباً ما يتوقف عن الأداء عند نقطة حساسة من الحبكة ليربط المستمع ويشده إلى متابعة القصة في اليوم التالي.
ويذكر “منير كيال” في كتابة “رمضان وتقاليده الشامية” أن المستمعين كانوا يتفاعلون مع القصة التي يستمعون إليها إلى درجة كانت تجعلهم يزينون الحي ويقرعون الطبول عندما يصل الحكواتي في سرده لسيرة عنترة بن شداد إلى حدث زواج عنترة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق