بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 يوليو 2015

سقوط غرناطة ورثائية الرندي



دخل العرب الأندلس عام 711 ميلادي بجيش صغير مؤلف من سبعة آلاف جندي يقوده طارق بن زياد. وبعد نجاح ابن زياد في حملته الأولى اندفعت بعده جيوش لمتابعة الفتح وتمكنت من الوصول إلى حدود فرنسا الحالية مع إسبانيا حيث توقف هذا الزحف عام 732 إثر معركة بلاط الشهداء.
لوحة تور استلام أبي عبد الله لفيرديناد
جزء كبير من هذا النجاح كان سببه جيوش متوقدة تسعى للفتح والتوسع، وإمارات إسبانية مشتتة ومتقاتلة فيما بينها. الأمر نفسه تكرر ولكن بصورة معكوسة في القرن الخامس عشر. إذ فقد العرب سيادتهم على الجزء الأكبر من إسبانيا بعد أن تحاربوا فيما بينهم، وبدأت إمارتهم بالسقوط في يد الإسبان بدءاً من القرن التاسع، ولم يبق من هذه الإمارات إلا إمارة غرناطة في جنوب إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر.
بدأت حرب إخراج العرب من إقليم غرناطة عام 1482 وانتهت بسقوط غرناطة عام 1492. قاد هذه الحرب من الطرف الإسباني إيزابيل
جانب من قصر الحمراء

الأولى ملكة كاستيل وفيرديناند الثاني ملك أراغون وفي مواجهتهم آخر ملوك الأندلس أبي عبد الله محمد الثاني عشر.
لم تكن الحرب مستمرة طيلة السنوات العشر، وإنما كانت متقطعة تنشط في الربيع وتفتر في الشتاء. وفي هذه الحروب استخدم الإسبان المدافع، وهي مدافع كان العرب أول من استخدمها في موقعة السلادو في القرن الرابع عشر. واستسلم أبو عبد الله في الثاني من كانون الثاني عام 1492 تاركاً قصره الحمراء ذاهباً مع أسرته إلى المغرب حيث أمضى بقية حياته هناك.
وفي العام نفسه فرض الإسبان على اليهود اعتناق المسيحية أو النفي، وفي عام 1501 فرض الإسبان على المسلمين اعتناق المسيحية أو العبودية أو النفي. وفي عام 1526 أصبح ذلك شائعاً في كل إسبانيا، في حين أن العرب لم يفرضوا على أصحاب الديانات الأخرى ترك دينهم حيث عاش الجميع في جو طبيعي من التسامح. ولكن هذا لم يمنع الطامحين إلى الملك من ولاة وأمراء الأندلس من التنازع على السلطة وتقسيم الأندلس إلى مملكات صغيرة سهل قضمها الواحدة بعد الأخرى إلى أن انتهت بالسقوط كلها، وكان آخرها مملكة غرناطة.
وقد عبر أبو البقاء الرندي، الشاعر الأندلسي، عن خروج العرب من الأندلس في قصيدة شهيرة، مطلعها:
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ        فلا يُغر بطيب العيش إنسانُ
هي الأيام كما شهدتها دُولٌ        من سَرَّهُ زمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد      ولا يدوم على حالٍ لها شانُ

ولمن يريد قراء القصيدة كاملة فعليه طلب المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق